الحكاية لها عدة أوجه في كأس العالم وربما الوجه الأكثر جمالا يتمثل في إلغاء الفوارق الضخمة بين المنتخبات، لكن ثمة وجه قبيح شاهدناه في كأس العالم معني بالأجساد العارية من الجنسين لدرجة يركز المخرج على هذا السواد الأخلاقي ويهمل الأهداف. يبرر بعض الأحبة الميالين لتلك المشاهد على أنها جزء من ثقافة شعوب في وقت آراها جزءا من انحطاط شعوب. أتمنى من الناقل الحصري للشرق الأوسط أن يراعي أدبيات وأخلاقيات الرسالة الإعلامية بتدخل ولو ببتر تلك المشاهد. ومن باب العلم بالشيء ثمة دول كثر رفضت ما يمارس في المدرجات وتحديدا صور التعري والقبلات وطالبت بضرورة أن يكون هناك على الأقل احتجاج جماعي من الدول التي ترفض هذه الممارسات. بلاتر والذي يحكم العالم كرويا لابد أن يكون له كلمة في هذا الجانب، ولاسيما أن كرة القدم تدخل كل بيت وحينما أقول بلاتر.. فهدفي التأثير عليه من قبل اتحاداتنا العربية والتي أجزم أن هذه الرسائل التي تأتي من خلال كأس العالم ليست بغائبة عنهم. فمثلا عضة لاعب للاعب آخر تحولت إلى قضية انتهت بحرمان سواريز من إكمال البطولة مع منتخب بلاده ولا احتجاج على ذلك طالما اللاعب المطرود خدش جماليات المنافسة الشريفة. وهذه العضة التي تحولت إلى قضية عالمية ليست أكثر قبحا مما يفرض علينا ونحن منسجمون مع المباراة من صور خادشة للحياء فهل سيكون للوبي العربي كلمة في هذا الجانب إن لم يكن في هذه النسخة في النسخ القادمة. فكرة القدم تحديدا لها من المتابعة والممارسة عشاق بالملايين في شرقنا العربي ومن مختلف الأعمار بل ومن الجنسين فهل تراعون هذا الجانب أم أن لديكم رسائل من عمق رسائل أهدافها غير نبيلة. أعرف أن بعض بعضكم قد لا يتوافق فكره مع من عنيت، بل وربما هؤلاء البعض يقولون وهل أنت وصي علينا، وأعرف أن من يروق لهم الطرح ويتبنوه قد يطالبون بعدم متابعة كأس العالم وفي الحالتين يظل الرأيان قابلين للحوار ولكن بقياس أكثر عمقا ممن ينظر للأمور بهذه السطحية. البرازيل مثل غيرها ممن تنظر للتعري على أنه حرية شخصية وهي النظرة التي نتمنى أن تقتصر على أماكنها الخاصة والعامة بعيدا عن ملاعب كرة القدم. والرفض والقبول بهذا الطرح محدد بمن الضحية ومن الجلاد. وفي عالمنا الكروي هناك عقول تؤمن أن اللقطات حتى المخلة من هنا جزء من اللعبة، وأنا آراها لعبة ولكن المتضررين من خطورتها كثر. فعلا لست وصيا على أحد ولن أكون كذلك، لكن في هذه الحالة بالذات السكوت عن الحق شيطان آخرس. المؤسف أن بعض لاعبينا لا يأخذون من كأس العالم إلا تقليعات النجوم، وهنا أطالب الأندية أولا باتخاذ قرار حاسم في هذا الجانب وإن عجزت.. الاتحاد قادر على التعامل مع هذه التقليعات غير اللائقة بحزم.