علّق سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدَّوْلي (الفيفا) على احتجاجات تشهدها البرازيل حاليًا تزامنت مع تنظيم البلاد لكأس القارات قائلاً: إن كرة القدم لعبت «دورًا إيجابيًّا» هناك. وبدا بلاتر واثقًا من أن كأس العالم التي ستستضيفها البرازيل العام المقبل ستكون ناجحة وعرض والتر دي جريجوريو المتحدث باسم بلاتر لاستطلاع ذكر أن 71 في المئة من سكان البلاد لا يزالون يرغبون في استضافة البرازيل لكأس العالم 2014م. وقال بلاتر خلال مؤتمر صحفي في استاد ماراكانا «سيخرج الفيفا من هذه الأزمة وهو أقوى.. لعبت كرة القدم دورًا إيجابيًّا هنا وأثارت المزيد من المشاعر.. عندما تقول: إن كرة القدم تخاطب مشاعر النَّاس فإنَّها تخاطب مشاعر النَّاس في الاستاد، كما أنَّها ولسوء الحظ تخاطب مشاعرهم في الشوارع. وأضاف «يمكنني تفهم وبكل تأكيد هذه الاضطِّرابات الاجتماعيَّة لكن وعلى الجانب الآخر فإنَّ كرة القدم تجلب هذه المرة للقارة بأكملها هذه المشاعر وخصوصًا الشُّعور بالأمل واجتاحت البرازيل موجة احتجاجات مع استضافتها لكأس القارات، التي تضم ثمانية فرق ومثل استعدادًا لكأس العالم التي ستقام في 12 مدينة. وعلى الرغم من أن هذه الاحتجاجات تحمل العديد من المظالم إلا أن أحد الشكاوى الأساسيَّة كانت التناقض بين الاستادات الجديدة المميّزة التي تستضيف الأحداث والحالة السيِّئة للخدمات العامَّة بما في ذلك الصحة والتَّعليم والنقل. كما يبدو أن المحتجين وجهوا غضبهم تجاه ما اعتبروه تراجع الحكومة البرازيلية عن وعدها بعدم إنفاق أيّ أموال عامة على بناء الاستادات في الوقت الذي فشلت فيه في إِنْجاز العديد من مشروعات البنية التحتية المقرَّرة. وشهدت الاحتجاجات إطلاق قوات مكافحة الشغب للرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدُّموع إلا أن بلاتر فضَّل التركيز على مدح الاستادات وجودة الأداء. وقال بلاتر: «من وجهة نظر تنظيميَّة فعندما تنظر إلى الاستادات وللأداء في المباريات فإنك تشعر بالسعادة حقًا بما يحدث، وأضاف «على صعيد اللعب فإنَّ هذه تمثِّل أفضل بطولة لكأس القارات من حيث جودة الأداء ينظمها الفيفا على الإطلاق.. فالمباريات في غاية الإثارة والجاذبية وتعرض الاتحاد الدَّوْلي لانتقادات في البرازيل لتحقيقه أرباحًا من دون دفع ضرائب من تنظيم كأس العالم مع ترك الدَّوْلة المضيفة لتَتَولَّى القيام بكافة الاستثمارات وهو الأمر الذي تحداه بلاتر. وقال بلاتر: «هدف الفيفا ليس جني الأرباح من وراء ما يجري في البلاد ولكن توفير المساعدة اللازمة والوسائل للدَّوْلة المستضيفة لضمان نجاح كأس العالم، وأضاف «توفر كأس العالم 90 في المئة من دخل الفيفا بما يضمن أن بوسعنا أن نطور الرياضة في كافة أنحاء العالم وتابع «الأمل جزءٌ من كرة القدم. تمارس كرة القدم في كافة الدول التي تشهد قلاقل وكذلك الحال في الدول التي تشهد صراعًا مثل سوريا وأفغانستان. انظر إلى الدول الأوروبيَّة فستجد أن هناك اضطِّرابات اجتماعيَّة في البرتغال وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا واليونان إلا أن كرة القدم لا تزال تمارس هناك. واستطرد «اثق أن كأس العالم العام المقبل ستنجح كما أثق في التنظيم بِشَكلٍّ عام والتنظيم الأمني وهاجم بلاتر -الذي ترك البطولة الأسبوع الماضي بعد أن وصلت الاحتجاجات مداها- وسائل الإعلام البرازيلية التي ألمحت إلى أنَّه هرب من البلاد من دون سابق إنذار قائلاً: إنه كان لزامًا عليه أن يكون حاضرًا في كأس العالم تحت 20 عامًا في تركيا التي يتداخل موعدها مع مباريات كأس القارات. وقال: «لا يمكن على الإطلاق القول إنني هربت من مسؤولياتي ولكنَّني في المقابل اتحمل مسؤوليتين في الوقت نفسه».