أولا: أهنئكم بدخول الشهر الفضيل. وثانيا: أردت أن أكتب في هذا الموضوع ولكن بيني وبينكم تخوفت، ولكن بعد أن قرأت في أسبوع واحد لاثنين هما من أعقل الكتاب وأرزنهم، وأقصد بهما (محمد الهرفي) و(خالد المعينا)، وقد تطرقا إلى أصوات (المكرفونات) العالي. أقول: إنني بعد أن قرأت ما كتباه تشجعت وها أنذا أحشر نفسي بينهما، ونقلا عن ماذكره الأخ (الهرفي) بأن الغالبية العظمى من الأئمة في بلادنا لا ينفذون تعليمات وزارتهم المتعلقة بشهر رمضان المبارك!! كما أن وزارتهم أيضا لا تتابع تنفيذ تعليماتها، فهي تأمر جميع أئمتها بعدم تشغيل مكبرات الصوت خارج المسجد، ولكن لا حياة لمن تنادي. كما أن الأخ (المعينا) ذكر ما هو أهم من ذلك مستشهدا برئيس (الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين)، ويقصد به الشيخ الدكتور (عبد الرحمن السديس) ومن هو الذي لا يعرفه ؛ وذلك عندما قال بالحرف الواحد عن ظاهرة رفع مكبرات الصوت: «إن هذا قد يزعج السكان المرضى والعجزة وكبار السن والأطفال، ويحرمهم النوم الذي قد يكونون في حاجة ماسة له وهذه المكبرات لا تخدم غرضا، حيث إن الآيات التي تتم تلاوتها لا تخرج واضحة، ولن تفيد المستمعين خارج المسجد، ناهيك عن الضوضاء والإزعاج، وبهذه المناسبة فقد حذرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والدعوة والإرشاد أئمة المساجد من رفع مستوى مكبرات الصوت وقصرها داخل المسجد فقط» انتهى أعتقد أنني بعد أن (تحزمت بالوزارة والسديس) فلن أخشى بعد ذلك لومة لائم، لو قلت: إنما يحصل في هذا الشأن عن سابق عمد وترصد وتلذذ من قبل الأئمة إنما هو فعلا تنفير وإزعاج ما بعده إزعاج. وفي صحيح البخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سمع أحدهم يقنت بصوت مرتفع فقال: أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائب إنكم تدعون سميعا قريبا والذي تدعونه هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته التي يركبها، هذا عندما كان صوت الإنسان مجردا، فكيف به الآن وقد تضاعف عشر مرات بسبب (المكرفون)؟!. فهل العالم الإسلامي والعربي هم مع الأسف مثلما ذكره أحدهم مجرد (ظاهرة صوتية) لا علاج لها؟! وقبل أن أختم كلامي لابد وأن أوطي (مكرفوني) قليلا أي صوت كلامي وأتوجه إلى الوزارة الموقرة متسائلا: إلى متى (تجري الأمور في أعنتها)، أوحسب المثل الشعبي: إلى متى تتركون (الدرعا ترعى)، وتخبط خبط عشواء؟! فالمفترض أنكم أنتم أكثر من يجلو صورة الإسلام الناصعة البيضاء الحضارية، فهل أنتم فاعلون؟! وللمعلومية فقط: فالحمد لله أن المسجد الذي بجانب بيتي ملتزم بتوجيهاتكم، وهذا من فضل ربي.