لم يزل تطبيق توجيهات وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، في اقتصار مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح على الجوامع، دون المستوى الذي تتطلع إليه وزارته، إلا أنه في كل الأحوال خفف من وطأة الشكوى.ورأى عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان أن رفع أصوات مكبرات الصوت أثناء الصلاة تشويش على المساجد الأخرى وعلى الناس. في العام الماضي (18 سبتمبر 2009) نشرت صحيفة «الحياة» شكوى طبيبة سعودية (فضلت عدم ذكر اسمها) من «مكبرات صوت» مسجد قريب من دارها، لتضطر إلى تعاطي «حبوب منومة» تلتهمها بسبب نوبات العمل، وفي حين التقت «الحياة» إمام الجامع الواقع في حي السفارات (قريب من حديقة الصبا) أحمد المرشد أبدى أسفه العام الماضي لاضطراب الأصوات، لكنه بحسب كلامه في هذا العام عاد إلى تشغيل المكرفونات بشكل قوي جداً. وكان الإمام يتعلل بأن «المسجد مصمم على أن يكون جامعاً، لكنه حالياً ليس كذلك، ونحن نقوم بإشغال المكبر الخارجي في صلاة التراويح، إذ يتعذر إقفال الخارجي حالياً لأن المايكروفون مجهز على «زر» واحد إما أن يقفل الجهاز أو يشغله، ولم توضع له خاصية المايكروفون الخارجي والداخلي». وكان وزير الشؤون الإسلامية في مطلع شهر رمضان وفق تصريحات صحافية أكد أن المساجد العادية ستغلق مكبراتها الخارجية لأن الغرض هو إسماع الصوت لمن بداخل المسجد فقط، موضحاً أن تنظيم استخدام مكبرات الصوت «المايكرفونات» يحتم عدم تسببها في إزعاج الناس، خصوصاً المرضى وصغار السن. وفي السياق ذاته، ذكر عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه الخطب المنبرية أن «بعض الأئمة، هداهم الله يخرج صوت المكروفون خارج المسجد، فيمتد صوته إلى من حوله من المساجد، وهذا لا مبرر له؛ لأن المطلوب من الإمام أن يسمع من خلفه فقط، أما إذا تجاوز صوته خارج المسجد، فهذا فيه محذوران: المحذور الأول: التشويش على من حوله، ومعلوم أن الجهر بالقرآن إذا كان يتأذى به مصل أو قارئ آخر، فإنه لا يجوز، كما نص على ذلك العلماء، وقد قال الله تعالى:(وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً)(110) سورة الإسراء، المحذور الثاني: أن الإمام إذا قصد أن يسمع صوته خارج المسجد، دخل في الرياء والسمعة المذمومين؛ فيجب الانتباه إلى هذا» ولا يدرى هل تنفرج الأزمة التي تتكرر كل عام، أم تبقى كلاماً في الهواء!؟ لا يزال بعض أئمة المساجد مصممين على تشغيل مكبرات الصوت رغم توجيهات «الشؤون الإسلامية». (الحياة)