انطلق قرار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، بمنع مكبرات الصوت الخارجية في المساجد الصغيرة، يجوب مناطق السعودية في سرعة فائقة قبل رمضان بيوم أو يومين، إلا أن استجابة الأئمة تفاوتت من منطقة لأخرى، بين مستجيب وآخر متفهم لروح القرار لكنه غير متقيد به. لم يكن القرار صدمة للأئمة، إذ انتقد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف صالح آل الشيخ في وقت سابق مبالغة الأئمة في استخدام مكبرات الصوت على نحو مفرط، يؤدي في بعض الأحيان إلى اختلاط كلمات القرآن، وإزعاج المصلين والسكان. الترسانة العلمية التي يحملها الوزير في حوزته، كانت كفيلة بتخفيف صدمة ذلك على الناس، إذ أشار في لقاءات إعلامية أن بعض العلماء يرون وجوب إقفال مكبر الصوت إذا بدأ الإمام في الصلاة، وأن مكبر الصوت للأذان والإقامة، أما التلاوة فلا يصلح أن تعلن استناداً إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام «إن كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة». يحكي إمام أحد المساجد الصغيرة في جنوبالرياض أنس عبدالعزيز أن مراقبي الوزارة أتوا في أول الشهر، للتأكيد على عدم فتح الصوت الخارجي أثناء قراءة التراويح، إلا أنه لم يستجيب لذلك، إذ اعتبر «الإشكالية ليست في الأصوات الخارجية، وإنما في رفع بعض الأئمة لمكرفوناتهم، مع بداية شهر رمضان» مشيراً إلى أن أئمة المساجد يتفننون في وضع «الصدى» داخل المسجد ورفع المكرفونات الخارجية. وذكر أن بعض أئمة المساجد في القرى المجاورة للرياض ك«جلاجل، الزلفي» تحدثوا له عن معاناتهم من قرار الوزارة، إذ أصبحت (القرى) فاقدة لروحانية رمضان بعد إخفاء الأصوات، مفيداً أن صدح المساجد بالقراءة والصلاة له طعم خاص عند الناس. من جانبه، أكد أحد المراقبين على المساجد في جنوبالرياض (طلب عدم ذكر اسمه) أن وزارة الشؤون الإسلامية مع بداية شهر رمضان، كانت متابعة بشكل قوي جدا المساجد التي لا تتقيد بقرار إقفال «الميكروفونات الخارجية» للمساجد الصغيرة، ولم يسجلوا حالات رفض من الأئمة «وبعكس ما توقع البعض كان أئمة المساجد في منطقة جنوبالرياض في الأغلب متقيدين بالتعليمات ومتجاوبين معنا». وفي سؤال ل«الحياة» حول اعتقاد بعض أئمة المساجد، بأن الإزعاج لا ينتج من مكبرات الصوت الخارجية سواء في المساجد الصغيرة أو الجوامع، وإنما من زيادة الصوت فيها، قال: «هذا صحيح نوعا ما، إذ بعض الأئمة يريد أن يظهر نفسه برفع الصوت بالقراءة» معتبراً هذا غير مستحب إذ لا يجوز الإيذاء بالقرآن. وعن إثارة حفيظة الناس من هذا القرار، ذكر أن القرار لم يمنع إظهار الصوت وإسماع الناس لقراءة القرآن والصلاة في جميع المساجد، وإنما كان خاصاً بالمساجد الصغيرة. ولفت إلى أن أئمة المساجد لا يتقيدون بضبط الصوت، «بعض المساجد تسمع صوت الإمام كأنه بجانبك وهو على بعد كيلوين من شدة الإزعاج»، مؤكداً أنه لا يوجد حد لضبط الصوت في الميكرفون، إذ يصل الصوت إلى مسافات طويلة. ولفت إلى أن أصوات المساجد لا تزعج المصلين فقط بل الأطفال والعجائز في البيوت، وأوضح أن قرار منع مكبرات الأصوات كان استجابة لمطالبة الناس، وربما نتيجة مطالبات الكتاب، إضافة إلى بعض الاستبيانات.