رغم عراقته وتاريخه العتيق منذ مئات السنين، وشهرته المستمدة من مزارع النخيل وخضرة الأرض وجمالها المتفرد، والممتدة على ضفاف وادي نجران، واحتضانه للدروب «البيوت» النجرانية الراسية التي تجمع بين أصالة الماضي وعراقة الحاضر منذ عقود، إلا أن كل هذا لم يكن ليشفع لحي دحضة الواقع في قلب مدينة نجران، والذي يقطنه أكثر من ستة آلاف نسمة، بأن يساير ركب التنمية والتطوير أسوة بالأحياء المجاورة له، إلا أنه يعاني من العشوائية ونقص واضح في الخدمات البلدية. فالنفايات تتكدس أمام المنازل لفترات طويلة، في ظل تفرغ عمال النظافة لجمع العبوات المعدنية الفارغة وترك النفايات متكدسة في الحاويات، فضلا عن قيام مقاولي المشاريع برمي مخلفاتهم في وسط وعلى جانبي الطرقات في الحي منذ أكثر من أربع سنوات وهم على هذا الوضع على حد قول الأهالي ، إضافة لانقطاعات الكهرباء المتكررة، رغم أن الحي يجاور شركة الكهرباء. «عكاظ» جالت في حي دحضة أو كما يحب أن يطلق عليه السكان «شعب دحضة» لأنه يقع في سفوح الجبال، والتقت بعدد من الأهالي الذين أبدوا استياءهم من القصور الحاصل في حيهم، رغم عراقته واعتباره من أهم المعالم التاريخية في المنطقة، إلا أنه يواجه تجاهلا من قبل الجهات المعنية المتمثلة في تأخر توصيل المياه لمنازلهم، وغياب مشروع الصرف الصحي منذ سنوات. في البداية تحدث حسن الصقور، وقال: للأسف رغم عراقة الحي وتاريخه منذ مئات السنين، إلا أننا نعاني من نقص كبير في الخدمات، حيث إن جميع الخدمات الأساسية غائبة عن الحي، وأضاف: «تعرض السكان للضرر من بعض المقاولين المتقاعدين مع بعض الدوائر الحكومية، الذين يتركون المخلفات في شوارع الحي وأمام المنازل بعد تنفيذ المشاريع، ونحن على هذا الوضع منذ أكثر من أربع سنوات»، وأردف قائلا: «حتى عمال النظافة لم نستفد منهم إطلاقا ، وكل دورهم في الحي هو جمع العبوات المعدنية الفارغة وترك النفايات في الحاويات، مما تسببت لأهالي الحي بمشكلات صحية وبيئية»، وطالب الجهات المعنية بمراقبة مقاولي المشاريع وإصدار العقوبات بحقهم. وانتقد المواطن ناشر الصقور، العشوائية المنتشرة وسيطرتها على الحي، وقال: «للأسف لا يتسنى لدحضة اللحاق بركب التنمية والتطوير أسوة بالأحياء المجاورة، بسبب تجاهل الجهات الخدمية، فالحي يفتقر إلى العديد من الخدمات ولعل أبرزها الإنارة ورصف وتشجير الطرقات، حيث نعاني جميعنا من الحفريات المنتشرة في الحي، مما تسبب لنا ولمركباتنا بالعديد من الأضرار خاصة أن أغلب الحفريات دفعنا ضريبتها نتيجة تنفيذ بعض المشاريع في الحي. وناشد كل من مهدي صالح ومحمد الصقور، الجهات المعنية بالنظر في وضع الحي، خاصة أنه يعتبر من أكبر الأحياء في مدينة نجران، ويحتل موقعا استراتيجيا ويحمل في طياته تاريخا وماضيا عريقا، وقالوا بأنهم يعانون من الانقطاعات المتكررة للكهرباء.. وقالوا: لم يشفع لنا مجاورتنا لشركة الكهرباء، فضلا عن وجود بعض العدادات المكشوفة في الحي، التي قد تعرض أطفال الحي للخطر، فضلا عن حاجتنا الماسة لمشروع المياه وإيصاله بأسرع وقت إلى المنازل أسوة بالأحياء المجاورة. وطالب خضير الصقور، الجهات المعنية بتنفيذ مشروع الصرف الصحي بالحي بصفة عاجلة، خاصة أن الحي يتحول إلى مستنقع للمياه أثناء موسم الأمطار، فضلا عن استحداث حدائق ومتنزهات تكون متنفسا للأطفال.. وأضاف: «نعيش معاناة مستمرة بسبب القصور في الخدمات»..