سيطر تنظيم داعش الإرهابي أمس على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، بعد السيطرة أمس الأول على الموصل ثاني أكبر المدن العراقية. وتابع مقاتلو التنظيم التقدم نحو مدينة سامراء التي لا تبعد سوى 110 كلم عن شمال العاصمة بغداد، وسط أنباء عن اشتباكات مع الجيش العراقي في محيط سامراء. وأمام هذا الاختراق الأمني العسكري غير المسبوق، لم تجد الحكومة التي انهارت دفاعات قواتها بسهولة مفاجئة أمام المهاجمين، إلا التأكيد مجددا على ضرورة التمسك بوحدة العراق، والتوعد بضرب المتمردين. يأتي ذلك، فيما تتوجه أنظار العراقيين اليوم إلى البرلمان الذي من المتوقع أن يعقد جلسة يصوت خلالها على إعلان حالة الطوارئ في البلاد بطلب من الحكومة التي أعلنت الثلاثاء التعبئة العامة وتعهدت بتسليح كل مواطن يتطوع لقتال "الإرهاب". من جهة ثانية، أظهرت صور نشرها تنظيم داعش، مقاتليه وهم يزيلون الحدود بين محافظتي نينوى العراقية والحسكة السورية. وأظهرت الصور التي نشرت على موقع المنبر الإعلامي القريب من هذا التنظيم وعلى حسابه على موقع تويتر مقاتلين يستخدمون جرافة لإزالة سواتر ترابية تفصل بين نينوى في شمال غرب العراق والحسكة في شمال شرق سوريا. إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن السلطات العراقية "ستعيد بناء جيش رديف من المتطوعين لمواجهة داعش بعد تقاعس فصائل الجيش الوطني"، مشددا على أنه "سيعاقب كل من انسحب من المواجهة ضد الإرهاب في نينوى". وفي سياق متصل، اتهم محافظ نينوى اثيل النجيفي، النظام السوري بتسهيل عبور المسلحين الى مدينة الموصل. وقال النجيفي خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل، إن المؤشرات التي لدينا تفيد بأن هناك نوعا من التعاون بين تنظيم داعش والنظام السوري. وأضاف أن النظام السوري يقوم بتسهيل عبور المسلحين الى نينوى من خلال القوات السورية الرسمية.