img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/623409.jpeg" alt=""داعش" على مشارف سامراء بعد إحكام قبضتها على تكريت" title=""داعش" على مشارف سامراء بعد إحكام قبضتها على تكريت" width="381" height="300" / نجح مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في التمدد جنوبًا بعدما احكموا قبضتهم على مدينة الموصل في شمال العراق، حيث تمكنوا أمس الأربعاء من السيطرة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، واضعين وحدة البلاد أمام أكبر تحدياتها منذ اجتياح العام 2003، ولم يتوقف زحف هؤلاء المقاتلين الجهاديين الذي يقدر عددهم بالمئات إلا عند أطراف مدينة سامراء التي لا تبعد سوى 110 كلم عن شمال العاصمة بغداد، والتي تحوي مرقدًا شيعيًا أدى تفجيره عام 2006 إلى اندلاع نزاع طائفي قتل فيه الآلاف. وأمام هذا الاختراق الأمني العسكري غير المسبوق، لم تجد الحكومة التي انهارت دفاعات قواتها بسهولة مفاجئة أمام المهاجمين، إلا التأكيد مجددًا على ضرورة التمسك بوحدة العراق، والتوعد بضرب المتمردين، وانتشرت منذ ساعات الصباح الأولى في الموصل (350 كلم شمال بغداد) مجموعات من المسلحين الذين ارتدى بعضهم زيًا عسكريًا فيما ارتدى آخرون ملابس سوداء من دون أن يغطوا وجوههم قرب المصارف والدوائر الحكومية وداخل مقر مجلس المحافظة، بحسب ما أفاد شهود عيان، وأضاف هؤلاء: إن الهدوء سيطر على شوارع الموصل بعد يوم من سقوطها في أيدي مقاتلي «الدولة الإسلامية»، فيما أغلقت محالها أبوابها، وسط جولات قام بها المقاتلون بسياراتهم دعوا خلالها عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه إلى دوائرهم. وفيما كان العراقيون منشغلين بأحداث الموصل ومحافظة نينوى التي أعلنوها ولاية إسلامية، شن المقاتلون الجهاديون هجومًا على محافظة صلاح الدين جنوب نينوى لينجحوا وخلال ساعات قليلة في السيطرة على مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز المحافظة، وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس: «كل مدينة تكريت في أيدي المسلحين»، بينما ذكر ضابط برتبة رائد في الشرطة: إن المسلحين قاموا بتهريب نحو 300 سجين من السجن المركزي في المدينة، وقد واصل المقاتلون زحفهم جنوبًا حيث سيطروا على ناحيتي الدور والعوجة جنوب تكريت، وبلغوا مشارف سامراء حيث خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات حكومية لنحو ساعتين لم ينجحوا خلالها في دخول المدينة التي تحوي مرقد الإمامين العسكريين، الإمام العاشر والإمام الحادي عشر لدى الشيعة الاثني عشرية. وإلى جانب سيطرتهم على محافظة نينوى ومدينة تكريت وبعض المناطق الأخرى في صلاح الدين، أحكم المقاتلون أيضا قبضتهم على النواحي والأقضية التي دخولها الثلاثاء في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العرب والأكراد، وأقدم مقاتلو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» على إعدام 15 من عناصر القوات العراقية في هذه المناطق في محافظة كركوك، وفقًا لمصدر أمني ومسؤولين محليين. كما قام هؤلاء باختطاف القنصل التركي في الموصل مع العشرات من مساعديه بعدما اقتحموا القنصلية التركية في المدينة، وسط تهديدات تركية ب»رد قاس» في حال تعرض المختطفون للأذى، وفي تطور بارز، أفاد مصدر عسكري في الفرقة الثانية عشر للجيش العراقي أمس أن مقر الفرقة 12 شمال غرب كركوك جرى تسليمه إلى قوات البشمركة الكردية «المنتشرة وبشكل مكثف عند أطراف كركوك لحماية المدينة من الهجمات المسلحة»، وفي ضوء هذا التدهور الأمني، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يسعى للبقاء على رأس الحكومة لولاية ثالثة العراقيين إلى التمسك بوحدتهم، متوعدًا المقاتلين الجهاديين بطردهم من المواقع التي احتلوها، وتتوجه أنظار العراقيين اليوم الخميس إلى البرلمان الذي من المتوقع أن يعقد جلسة يصوت خلالها على إعلان حالة الطوارئ في البلاد بطلب من الحكومة التي أعلنت الثلاثاء التعبئة العامة وتعهدت بتسليح كل مواطن يتطوع لقتال «الإرهاب». وفي هذا السياق، اقترح الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر القائد السابق لميليشيا «جيش المهدي» تشكيل وحدات أمنية بالتنسيق مع الحكومة العراقية تحت مسمى «سرايا السلام»، تعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من «القوى الظلامية». وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن «الإرهاب» الذي يواجهه كل من العراق وسوريا واحد، مبدية استعدادها للتعاون مع العراق «من أجل مواجهة هذا العدو المشترك»، من جانبه أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتصالًا هاتفيًا بنظيره العراقي هوشيار زيباري عارضًا دعم طهران «للحكومة والشعب العراقيين في مواجهة الإرهاب»، وفق ما نقلت الأربعاء وكالة أرنا الإيرانية الرسمية، ووعدت الولاياتالمتحدة الأربعاء بتقديم مساعدتها لنصف مليون عراقي يتوقع أن يفروا من هجوم المسلحين الإسلاميين الذين سيطروا على مركزي محافظتي نينوى وصلاح الدين ويتقدمون باتجاه بغداد، ودعت دول الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية الأربعاء القوى الديموقراطية في العراق إلى الاتحاد في وجه المتشددين الإسلاميين، ميدانيًا أيضًا، قتل 37 شخصًا على الأقل وأصيب العشرات بجروح في هجمات متفرقة في العراق إحدها انتحاري استهدف مجلسًا عشائريًا شيعيًا في بغداد وقتل فيه 15 شخصًا، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وكالة فرانس برس. المزيد من الصور : img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_more_images/623410.jpeg" alt=""داعش" على مشارف سامراء بعد إحكام قبضتها على تكريت" title=""داعش" على مشارف سامراء بعد إحكام قبضتها على تكريت" width="100" height="75" / img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_more_images/623412.jpeg" alt=""داعش" على مشارف سامراء بعد إحكام قبضتها على تكريت" title=""داعش" على مشارف سامراء بعد إحكام قبضتها على تكريت" width="100" height="75" /