كثيرة هي الانتقادات العلنية أو حتى التي تصدر بصوت خافت حول مستوى الخدمات الطبية في مستشفيات جازان، ووفق أغلب المنتقدين فإن مستشفيات المنطقة تفتقر للتجهيزات الطبية وحتى الكادر الطبي والفني المؤهل.. وما يؤكد هذا التوجه فشل ثلاثة مستشفيات في المنطقة هي مستشفى صبيا، أبو عريش وصامطة في نيل الاعتراف المطلوب، والإنجاز الوحيد حققه مستشفى الملك فهد المركزي الذي دخل قائمة المستشفيات الصحية المعتمدة، بعد أن رصد له مبلغ أكثر من 20 مليون ريال. «عكاظ» نفذت جولة ميدانية مفاجئة على عدد من المستشفيات للتأكد من انتقادات المواطنين أو نفيها، وبعد الوقوف على أرض الواقع، اتضح أن الكثير من مستشفيات المنطقة لاتزال تعاني من نقص واضح في التجهيزات والمعدات، فضلا عن العجز في الكوادر الطبية المؤهلة وأيضا المستشفيات المتخصصة. كما التقت بعدد من المواطنين الذين تصادف وجودهم في أكثر من مستشفى الذين طالبوا عبر «عكاظ» بسرعة تلافي أوجه القصور وتطوير أداء العاملين ودعم هذه المستشفيات، فيما أبدى عدد من المرضى والمراجعين انزعاجهم من سوء الخدمات الطبية المقدمة في تلك المستشفيات حيث ينتظر المريض لأشهر حتى يجد سريرا في أحد المستشفيات، خاصة أن بعض الحالات لا تتحمل انتظار فترات طويلة على حد قولهم. وأضافوا أن البعض تجبرهم حالاتهم المرضية للتوجه للمستشفيات الخاصة التي تستنزف جيوبهم، وبينوا أن المستشفيات الحكومية تشهد زحاما شديدا بينما المقاعد وعربات نقل المرضى متهالكة فضلا عن تدني مستوى النظافة في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية، وأظهرت جولة «عكاظ» أن أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية تكتظ بالمرضى، إضافة إلى عدم وجود إجراءات الفحص السريع نظرا لوجود طبيب واحد في غرفة واحدة، وهذا لا يتعدى دوره قياس درجة الحرارة والضغط وإحالة المريض إلى الطبيب المختص، كما شوهد الكثير من المراجعين وهم في الممرات لعدم وجود غرف خاصة بالانتظار. وقال إبراهيم جعفري، إنه دهش عندما أخبره فني الأشعة المغناطيسية أن موعده بعد عام، فيما قال أحمد حكمي إنه قدم إلى مستشفى جازان العام للحصول على موعد لطفلته التي تعاني من الصرع لكنه فوجئ بموعد بعد شهرين، في حين قال يوسف قوفشي إنه أتى بشقيقته إلى طوارئ مستشفى أحد المسارحة العام بعد إصابتها بآلام شديدة في البطن وبعد انتظار طويل تمت متابعة حالتها في ممرات الطوارئ وإعطائها المغذي لعدم توفر مقاعد داخل غرف التنويم في الطوارئ، بالإضافة إلى وجود طبيب وحيد للجنسين، فيما انتقد عمر حدادي وضع مستشفى صامطة وسوء الخدمات الطبية المقدمة به، موضحا أن العيادات طلبت منه شراء الدواء من الخارج لعدم تواجده داخل صيدلية المستشفى، كما أوضح أحمد عبدالله أنه راجع بزوجته مستشفى أبو عريش جراء إصابتها بصداع شديد وطلب منه أخذ أشعة من قبل الطبيب المعالج وبعد وصول الدور الذي مضى عليه شهر لأخذ أشعة تفاجاء أن فني المختبر يطلب منه أشعة للحوض وليس للرأس بسبب خطأ وقع به الطبيب مما جعله ينتظر موعدا آخر لإجراء الأشعة لزوجته المريضة. في نهاية هذه الجولة، عبر كل من نواف محمد وهشام علي وأيمن نهاري عن فقدانهم الثقة في تلك المستشفيات منذ فترة طويلة؛ بسبب ضعف الخدمات الطبية بها وقالوا: بتنا نتجه إلى المستوصفات الخاصة لطلب العلاج على الرغم من أنها تستنزف جيوبنا بالتكلفة الباهظة التي تتقاضاها من أجل الكشف والعلاج. إلى ذلك، أوضح المتحدث الإعلامي في صحة جازان محمد صميلي، أن المنطقة سوف تشهد قريبا العديد من المشاريع الصحية الكبيرة التي من شأنها خدمة الأهالي أينما كانوا.