أهالي جازان يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من أن يصاب أحدهم بأي مرض لا قدر الله، في ظل ما تواجهه المنطقة من أوضاع مأساوية مع قطاع الخدمات الصحية في المنطقة، وما يعتريه من تدن مريع، خاصة بعد تعثر مشاريع وزارة الصحة في جازان، وهو ما يعني بالضرورة أن تتواصل معاناتهم مع التدني المريع في خدمات مرافقها الصحية، حيث يظل المريض يلهث في كل وقت وحين حتى يظفر برؤية الطبيب المعالج عند مراجعته للعيادات الطبية، وإذا قدر له ذلك فستواجهه معضلة أخرى هي الأشعة؛ ذلك القسم الذي يظل وحيدا لا ثاني له في كل المرافق الصحية في جازان. «عكاظ» التي طافت في جولتها على العديد من المستشفيات في المنطقة كشفت مدى خلو تلك المرافق الطبية من العديد من العيادات و الأجهزة الطبية، وقد تبين أنها موجودة فقط في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، حيث تشهد تلك العيادات وأجهزة الأشعة ضغطا كبيرا من قبل المرضى، وقد وصلت مواعيد البعض منهم إلى تسعة شهور، خاصة في عيادات المخ والأعصاب، جراحة الاطفال، القلب، وعيادة الأطفال، الكلى والعقم، كما رصدت في قسم الأشعة زحام المرضى على جهاز أشعة الرنين المغناطيسي الوحيد على مستوى المنطقة، وكذلك الأشعة المقطعية والتي أظهرت مدى حاجة المستشفيات إلى افتتاح العديد من تلك العيادات وتوفير أجهزة للأشعة لإنهاء معانات المرضى الأزلية مع تلك المواعيد. غياب التخطيط فيما تساءل عدد من المرضى والمراجعين عن الأسباب التي منعت الشؤون الصحية في جازان من افتتاح عيادة مماثلة أو توفير أجهزة أشعة بدلا من ذلك الجهاز اليتيم، مشيرين إلى أن ذلك يدل على غياب التخطيط السليم من قبل المسؤولين في صحة جازان. وتساءل مرعي الأهدل، قائلا: هل يمكن أن يصدق أحد أن منطقة جازان كلها تعتمد على قسم وحيد للأشعة، سواء كانت أشعة عادية أو رنين مغناطيسي؟، وأضاف: حينها سيقف المريض على قائمة الانتظار فترة تتراوح بين 3 إلى 9 أشهر للظفر بالمواعيد، الأمر الذي تسبب في تذمر الكثير من المرضى، متسائلا: تُرى ما أسباب وجود عيادة أو جهاز طبي وحيد على مستوى المنطقة والتي يقارب عدد سكانها المليوني نسمة. السفر بعيدا ويحكي محمد حسين عن معاناته مع مستشفيات جازان قائلا: ذهبت بطفلي الرضيع إلى مستشفى أبو عريش لصراخه المتواصل نتيجة الآلام التي يعاني منها، وعند تشخيص الحالة أفادوني بأن الحالة يستدعي تحويلها إلى مستشفى الملك فهد المركزي لعدم وجود عيادة جراحة أطفال في المستشفى، وعند ذهابي إلى استقبال العيادات فوجئت بالموعد الذي سلمني الموظف وهو بعد ثلاثة أشهر، الأمر الذي جعلني في حيرة من أمري، خاصة أن المنطقة لا يوجد بها عيادة جراحة أطفال في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، مما أجبرني السفر به إلى مدينة أبها وإجراء الكشف عليه والذي كلفني 6 آلاف ريال. معاناة بلا حل وأوضح أحمد هادي وهو في العقد السادس من عمره، أنه حضر إلى عيادة القلب بموعد مسبق قبل شهرين جراء الآلام التي يعاني منها في قلبه، وأنه ظل طيلة الفترة الماضية يصارع المرض حتى حان موعد المقابلة، متمنيا أن يُعطى علاجاً يخفف عنه تلك الآلام، فيما انتقد إبراهيم جعفري وجود عيادة أطفال وحيدة على مستوى المنطقة، وقال: هذا الأمر لا يعقل و لابد من وجود حل لتلك المعاناة التي تواجه أطفال المنطقة وأسرهم، وأضاف «ابن شقيقي يعاني من ورم في الرأس وعند الذهاب به إلى عيادة الأعصاب الوحيدة في المستشفى المركزي صدم من المواعيد التي حددت له لمقابلة الطبيب بعد ثلاثة أشهر مطالبا صحة جازان بإعادة حساباتها مع عيادات الأطفال والعيادات ذات القسم الوحيد التي تشهد ازدحاما كبيرا. و شكى المريض منصور الفيفي من الموعد الذي أعطي له لإجراء أشعة الرنين المغناطيسي، حيث حدد له بعد تسعة أشهر، مشيرا إلى أن فني الأشعة أبلغه أن ذلك بسبب وجود جهاز وحيد للأشعة المغناطيسية في المستشفى وفي المنطقة، مفيدا أن ذلك ليس في أشعة الرنين فقط بل حتى الأشعة المقطعية. كوادر مؤهلة من جهتها أكدت مصادر ل «عكاظ» من داخل صحة جازان، أن مستشفيات المنطقة بحاجة كبيرة لافتتاح العديد من العيادات وتوفير أجهزة للأشعة والمختبر في جميع مستشفيات المنطقة، وكذلك الحاجة إلى كوادر طبية مؤهلة بدلا من بعض الكوادر الحالية التي أُكتشف ضعف إمكانياتها، مشيرة إلى أن جهاز أشعة الرنين المغناطيسي الوحيد لا يفي باحتياج المرضى. إعادة التوزيع الجغرافي إلى ذلك اعترف المتحدث الإعلامي في صحة جازان محمد صميلي، أن هناك عددا من العيادات محصورة فقط في مستشفى الملك فهد المركزي على مستوى المنطقة كلها، وهي عيادات المخ والأعصاب، جراحة الأطفال والقلب، الأطفال، الكلى الأطفال، وعيادة العقم، كاشفا عن أن صحة جازان انتهت من تحديد أربعة مواقع لإنشاء أجهزة الأشعة المغناطيسية، وهي مستشفيات الأمير محمد بن ناصر، صبيا، صامطة، وأبو عريش، والتي سيتم تركيبها قريباً لتغطي التوزيع الجغرافي وتخفف الضغط على مستشفى الملك فهد المركزي. وعن أجهزة الأشعة المقطعية.