حاضن لتاريخ وتراث المنطقة العريق.. ومع هذا تسيطر العشوائية والفوضى على جنباته.. حيث يصطدم الزائر بتدني مستوى النظافة وغياب التنظيم.. إنه سوق الحراج (الخردة) الشهير الواقع في حي أباالسعود التاريخي بنجران، فمداخل ومخارج السوق بلا أبواب أو حتى أسوار تحميه، ويجاور سوق المواشي ما زاد الأمر سوءا. رغم الكثافة التي يشهدها حراج الخردة، إلا أنه يفتقر إلى أبسط مقومات التنظيم والترتيب، ويعاني من احتكار بعض العمالة الوافدة لجنباته، الأمر الذي أجبر البعض على نشر بسطاتهم البدائية على الطرقات وفي الأزقة القريبة من الحراج، في ظل غياب الرقابة والمتابعة من قبل المسؤولين في أمانة المنطقة. (عكاظ) نفذت جولة ميدانية على حراج الخردوات بحي أبا السعود، لكشف واقع الحال ورصد القصور وأوجه الخلل، وكذلك اكتشاف ما يتم بداخله من عمليات بيع وشراء. في البداية قال مجاهد آل مرشدة رئيس الحراج إن الوضع في حراج الخردوات أصبح يشكل خطرا على الجميع، في ظل غياب المتابعة وعدم وجود مراقبين للسوق، مما تسبب في العديد من المشاكل، وأشار إلى أن ما يزيد من صعوبة الوضع هو عدم وجود أسوار لمداخل ومخارج الحراج، فضلا عن العشوائية المسيطرة عليه، مما حدا ببعض ضعاف النفوس إلى استغلال السوق وبيع البضائع المسروقة في وضح النهار. وأضاف: «الوضع الراهن للحراج لا يساعد في القبض على الأشخاص المخالفين وضبط المسروقات، وطالب أمانة المنطقة بتسوير المداخل والمخارج، وتخليص الحراج من العشوائية التي أصبحت عنوانا له، وإرسال المراقبين لوضع حد لتلاعب الباعة داخل السوق». وأوضح كل من سالم مرزوق (أحد الدلالين في سوق الخردوات) وعلي العزي (أحد مرتادي السوق) أنه برغم عراقة السوق وقدمه الذي تجاوز أكثر من ثلاثين عاما، إلا أنه يفتقر الى أبسط الخدمات، حيث تعم الفوضى أرجاءه في ظل غياب الترتيب وعدم وجود المراقبين، وكذلك سيطرت العمالة الوافدة عليه بشكل كبير جدا. وأضافا: المكان ضيق للغاية ومع مرور السنوات وزيادة عدد مرتاديه أصبح لا يستوعب الباعة والمشترين، مما اضطر بعض العمالة الوافدة إلى استحداث (بسطات عشوائية) بجانب الطرقات، ما زاد الأمر سوءا، فضلا عن أن هذه العمالة تسوق لسلع مجهولة لا يعرف مصدرها، مشيرين إلى أن من يزور حراج الخردة في الوقت الراهن يشاهد عشوائية المكان بداية بامتلاء الساحات ومواقف السيارات المحيطة بكميات كبيرة من البضائع من كافة الأصناف. وزادا: البضائع معروضة على الأرصفة وأحيانا تجدها وقد استولت على جزء أو مساحة كبيرة من الشوارع المؤدية إلى المنازل والأماكن الحيوية في الحي. وأضافا: لم يقف الوضع عند هذا الحد في ظل غياب أمانة المنطقة عن المشهد، حيث تتراكم النفايات وتتكدس لفترات طويلة أمام مداخل ومخارج الحراج، وأصبحت مصدرا للأوبئة وتجمع الحشرات، فضلا عن انبعاث الروائح الكريهة منها معلنة بقدوم كارثة بيئية قد تتسبب بأمراض صحية لكل مرتادي السوق.