للمرة الأولى في التاريخ سيستفيد حكام نهائيات كأس العالم المقررة نسختها ال20 في البرازيل، من مساعدة تكنولوجيا خط المرمى لتفادي الخطأ الفادح الذي ارتكب في الدور ثمن النهائي لمونديال جنوب افريقيا بين المانيا وانكلترا عام 2010. ففي 27 يونيو 2010 في بلومفونتين، كانت المانيا متقدمة على انكلترا 2-1 في الدور ثمن النهائي للمونديال الجنوب افريقي عندما سدد فرانك لامبارد كرة قوية بيمناه ارتطمت بالعارضة واجتازت خط مرمى الحارس مانويل نوير بيد ان الحكم الاوروغوياني خورخي لاريوندا لم يحتسب الهدف وخسرت انكلترا في النهاية 1-4. وعلى الأرجح أن ذلك اليوم كان سببا كي تصبح «تكنولوجيا خط المرمى» ضرورية بالنسبة إلى رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر الذي لم يكن دائما من المؤيدين للفكرة. وقال بلاتر بعد يومين من حادث بلومفونتين: «من الواضح أنه بعد ما شهدناه للتو، سيكون من السخافة عدم إعادة فتح ملف قضية استخدام التكنولوجيا». وفي عام 2012، كان بلاتر أكثر وضوحا في حديث لوكالة فرانس برس بقوله: «بالنسبة لكأس العالم المقبلة، فإنه لا يمكن أن يحدث لنا الشيء نفسه، وإلا فإنه يجب علي الاختباء أو الرحيل». - خطأ جديد في كأس أوروبا 2012 - لم يتم فتح ملف المساعدة التكنولوجية خلال الاجتماعات الاولى لهيئة البورد الدولية، الهيئة الناظمة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لقوانين اللعب، بعد مونديال 2010، ولكن الهيئة صادقت على أن تتم قيادة المباريات بخمسة حكام وهي فكرة دافع عنها رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني. ولكن خطأ فادحا جديدا ارتكب في كأس اوروبا على الرغم من تواجد 5 حكام، فتح الباب مجددا وبصفة نهائية لاستخدام تكنولوجيا خط المرمى. فخلال مباراة في الدور الأول بين اوكرانيا وانكلترا تجاوزت كرة للاوكراني ديفيتش اثر تسديدة قوية خط المرمى قبل أن يبعدها جون تيري، ولكن على غرار ما حصل في جنوب افريقيا، لم يحتسب الحكم (المجري فيكتور كاساي) الهدف. كانت ردة فعل بلاتر هذه المرة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وبلهجة قوية وقال وقتها: «بعد مباراة الأمس، لم تعد تكنولوجيا خط المرمى إمكانية بل ضرورة». واستجابت هيئة البورد لرغبة بلاتر وأعلنت أن تكنولوجيا خط المرمى ستستخدم في مونديال 2014 بعد فترة اختبارات وتجربتين في مونديال الأندية في كانون الأول/ديسمبر في اليابان وكأس القارات 2013 في البرازيل. - صندوق باندورا - خلال المسابقتين، ثم خلال مونديال الأندية 2013 في المغرب، لم تكن هناك أي حالة تقتضي اللجوء الى تكنولوجيا خط المرمى. ولكن بلاتر علق عليها على الرغم من ذلك بقوله عقب كأس القارات: «كانت مرحلة مهمة». من جهته، اكد الحكم الانكليزي هاورد ويب على «الامن» الذي يمنحه الى الحكام هذا الجهاز «الموثوق به» والذي لا يشكل «اي قلق». في مونديال الاندية وكذلك كأس القارات، تم اعتماد GoalControl-4D (غول كونترول 4 د) الذي يعتمد على 14 كاميرا عالية السرعة مثبتة في الملعب، سبع لكل مرمى، وهي تسمح بمتابعة الكرة في ثلاثة ابعاد. ومن خلال هذا النظام، يتم تلقائيا وبشكل مستمر تسجيل وضعية الكرة بثلاثة ابعاد، كل ما اقتربت من خط المرمى. اذا عبرت الكرة بالكامل خط المرمى، ترسل وحدة معالجة البيانات المركزية في اقل من ثانية رسالة مشفرة الى ساعة الحكم، وهنا تكون الكلمة الاخيرة للحكم باحتساب الهدف من عدمه. ولكن اعتماد مساعدة الفيديو يواجه انتقادات من البعض في مقدمتهم رئيس الاتحاد الاوروبي ميشال بلاتيني الذي يعتبر بأنه «تم فتح صندوق باندورا». وعلق بلاتيني قبل ثلاثة أسابيع قائلا: «نعم لتكنولوجيا خط المرمى، ولكن كفى»، مضيفا «بعد ذلك سنخلق تكنولوجيا التسلل، ثم تكنولوجيا منطقة الجزاء، إلى غير ذلك. إنها نهاية كرة القدم بالنسبة إلي». وتابع لا أثق في التكنولوجيا، ولا أثق في أنها تقول دائما الحقيقة، أثق في التحكيم البشري.