بكل الفخر والتقدير أهنئ معالي الدكتور خالد محمد العنقري وزير التعليم العالي على العدد الكبير من المتخرجين الذين حصلوا على شهاداتهم العليا من الجامعات الأمريكية بعدد وقدره (12500) متخرج.. وتم الاحتفال بتخرجهم في واشنطن بحضور معاليه ومعالي سفير المملكة الأستاذ عادل الجبير. فالذي لا شك فيه أن تخرج هذا العدد الكبير بانتهائهم من الدراسة العليا انما تم بالدعم والرعاية التي توليها وزارة التعليم العالي للطلاب المبتعثين بالخارج ليعودوا للوطن وآمالهم تتعلق بتوفر الوظيفة التي يشغلها المستقدمون إن في الوطن أو خارجه.. ولكن! أي نعم ولكن!! وأقولها بألم: إن الذي سيحدث هو انضمام ركب المتخرجين الجدد إلى من سبقهم ممن لا زالوا على قائمة انتظار الوظيفة. ثلاثون جامعة في بلادنا.. وأكثر من مائة ألف مبتعث إلى الخارج للدراسة العليا بالجامعات.. ثم يصدم المتخرجون بعدم وجود وظائف رغم أن أعدادا وفيرة من الأجانب تشغل الوظائف في مختلف القطاعات بالداخل والخارج. وظائف بالآلاف يشغلها الأجانب وأبناؤنا بالكثرة لا يجدون عملا. فمكاتب الخطوط الجوية السعودية في جميع المدن التي تصل إليها طائراتنا السعودية لا تجد من المواطنين السعوديين بها غير عدد أقل من أصابع اليد الواحدة بينما العاملون بها من المتعاقدين من أبناء الجاليات الوافدة لذلك البلد هم الذين يشغلون ما نسبته 95% من الوظائف. وإذا كان هذا في مكاتب الخطوط فإن المؤسف أن بعض سفاراتنا التي يبلغ عدد الموظفين بها حوالى الألفين لا يزيد عدد السعوديين بها على خمسة عشر أو عشرين موظفا على أكبر تقدير. ومرد ذلك في تقديري هو أن السعودي إن تم تعيينه بالخارج في السفارات أو الخطوط يحتاج لمرتب أكبر من الأجنبي المقيم، كما يتطلب تعيين السعوديين بالخارج بدلات ربما تشكل عبئا على الميزانية!! لكن ما هي قيمة تعليم أبنائنا إذا كنا سنستخسر فيهم البدلات التي يفرضها النظام للعامل بالسفارات أو الملحقيات أو مكاتب الخطوط الجوية السعودية لا سيما وأننا أصحاب ثروة مالية لا تعجز عن ضمان البدلات وما يتطلبه تعيين السعودي خارج وطنه بوظائف تخدم بلده؟! إن مما يؤسف له أن يمضي السعودي أكثر من عشرين عاما في دراسات بمراحلها المختلفة حتى العليا منها ثم لا يجد له وظيفة في وطنه، أو بالقنصليات، أو الملحقيات التعليمية، أو مكاتب الخطوط السعودية، أو أي من المكاتب السعودية بالخارج.. وبالتالي تصبح الفرحة بالتخرج كما يقول المثل: (يا فرحة ما تمت). السطر الأخير: كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا