واشنطن - إبراهيم بكري - بندر الرشودي: أشاد معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بصحيفة الجزيرة في دعمها للجامعات السعودية من خلال الكراسي البحثية التي لها الأثر الكبير في ترجمة تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وبيَّن معاليه أن دور «الجزيرة» يجسد دورها الريادي في المسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن ومواطنيه. كما شكر معاليه «الجزيرة» على تغطيتها المتميزة لفعاليات يوم المهنة بواشنطن وحفل المتخرجين الدفعة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وعلى هامش هذه المناسبة أعلن وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري أمس من واشنطن صرف علاوة المرافق تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء الأخير، القاضي بصرف علاوة للزوج والزوجة المرافقة للمبتعث لتعادل مكافأة المبتعث الأساسي، وشمول ذلك للزوجات والأزواج من غير السعوديين، مشيراً إلى أنه سيتم البدء بالصرف ابتداءً من مكافأة الشهر المقبل، كما سيتم صرف تعويض بأثر رجعي للعلاوة يتضمن السابقة منذ صدور القرار. وأوضح وزير التعليم العالي خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش افتتاح يوم المهنة السعودي بواشنطن بمقر السفارة السعودية، وحضور السفير السعودي الأستاذ عادل الجبير والملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في أمريكا الدكتور محمد العيسى، ملامح الخطة الإستراتيجية للوزارة، مشيراً إلى أنها جاءت بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الذي يقف خلف هذا التطور والإصلاح الكبير، الذي يعيشه التعليم بشكل عام، والتعليم العالي بشكل خاص. وقال الوزير إن التعليم العالي في المملكة، يسير وفق خطة إستراتيجية وضعت لمدة 25 عاماً، تمثل خارطة طريق يسير عليها، بعد أن حظيت بدراسات مطولة قبل عرضها على الجهات المعنية، والمستفيدة في المجتمع من خدمات الدارسين، والخريجين، وهي جهات التخطيط والتوظيف، والقطاع الخاص والحكومي، والقطاعات الأخرى ذات العلاقة بمختلف اختصاصاتها. وقال الدكتور العنقري، إنه بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين لوضع برنامج سريع لتطوير وإصلاح التعليم العالي، وجعله متاحاً لجميع أبناء المملكة من الراغبين في الدراسة سواء في الداخل أو الخارج تم البدء بتنفيذ الخطة قبل خمسة أعوام، مشيراً إلى أنه يتم تعديلها ومراجعتها، كل خمسة أعوام، مبيناً أن مشاريع التعليم العالي التي نشهدها في مختلف أرجاء المملكة هي جزء من تنفيذ هذه الاستراتيجية. وأوضح وزير التعليم العالي بأنه تم وضع خطة ذات اتجاهين، الأول هو التوسع داخل المملكة بحيث تكون الجامعات في كل منطقة بمعدل جامعة واحدة على الأقل، فيما تتضمن المحافظات المكتظة بالسكان جامعة واحدة على الأقل، وفي المحافظات الأخرى فرع لجامعة أو كلية جامعية. وأشار إلى أنه تم تنفيذ جزء كبير من هذا التوجه، بينما يجري تنفيذ الجزء الآخر حتى تستكمل خريطة الجامعات داخل المملكة، بكافة فروعها والكليات المرتبطة بها، بهدف إتاحة التعليم لكافة أبناء المملكة في مناطقهم، مبيناً أن هذا الاتجاه وضعت له عناصر أساسية تضمن تحقيق أهدافه بالصورة المطلوبة، من بين تلك العناصر أن تكون كل البرامج المقدمة في تلك الجامعات برامج نوعية، ويتطلبها سوق العمل، بحيث يحصل الخريج أو الخريجة على عمل لائق، وتم التركيز على الكليات المهنية، ذات الطابع التطبيقي، ومنها كليات الطب، والهندسة، والعلوم التطبيقية، والحاسب الآلي وغيرها، بعد أن وجدت الحاجة الماسة لتلك التخصصات. وقال الدكتور العنقري إن من أبرز العناصر كذلك عنصر الجودة الذي يشكل أهمية كبيرة لنجاح هذا الاتجاه، حيث تم إنشاء برامج تسعى لتعزيز الجودة داخل المؤسسات التعليمية، الخطوة الأولى، تشترط أن يكون هناك اعتماداً أكاديمياً لكل البرامج التعليمية، وطلبنا من كافة الجامعات تحقيق ذلك لكافة برامجها، بنهاية العام 1434، لافتاً إلى أن كافة الجامعات بدأت قبل 3 أعوام بالتقدم للاعتماد الأكاديمي في الكثير من المؤسسات الخارجية، بالإضافة للهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي داخل المملكة. وأضاف الوزير أنه تم تعميم برنامج السنة التحضرية على كافة الجامعات المحلية بعد نجاح التجربة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بهدف تحسين الجودة، موضحاً أن البرنامج الآخر لتحسين جودة المخرجات هو التدريب، وهو برنامج موجود في بعض الجامعات، وبعض التخصصات، وسيكون برنامجا موسعا للتدريب يشمل كافة الطلاب، سواء في الداخل أو الخارج. وعلى صعيد تعزيز الجانب البشري في الجامعات السعودية أشار الدكتور العنقري، بأن لدينا حالياً 12500 معيد يدرسون في أمريكا وكندا وأوروبا، لافتاً إلى أن هذا العدد غير مسبوق في تاريخ التعليم الجامعي في المملكة، وهو يعادل أضعاف إجمالي المبتعثين قبل 9 سنوات، موضحاً أنه مؤشر على الاستعداد لتهيئة القوة البشرية التي تحتاجها الجامعات من أعضاء هيئة التدريس، فيما يستعد أكثر من 4 آلاف لإنهاء إجراءات السفر، وهو يدل على الحرص على الجودة، ولفت العنقري إلى أن أهمية الجامعة تقاس بحجم شراكاتها مع المؤسسات التعليمية الكبرى والعريقة. وأوضح وزير التعليم العالي أن الاتجاه الثاني من الإستراتيجية يتمثل في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، مشيراً إلى أنه تم البدء بتنفيذ هذا المسار قبل سنوات بخمسة آلاف طالب، ليتجاوز 148 ألف طالب حالياً، في 24 دولة، من الصين إلى كنداوالولاياتالمتحدة، لافتاً إلى أن كافة الدول التي يوجد بها تعليم متميز، فإن هناك طلاباً سعوديين يدرسون بها كمبتعثين، وهو ما خلق مجتمعاً علمياً متعدد اللغات والثقافات، سيسهم في تحقيق التنمية في المملكة. وأضاف الدكتور العنقري بأن برنامج الابتعاث شهد حتى الآن تخرج أكثر من 47 ألف طالب وطالبة، فيما بلغ إجمالي خريجي هذا العام، نحو 13 ألف خريج وخريجة، وبذلك يصبح عددهم إلى جانب المبتعثين حالياً قرابة 200 ألف مبتعث استفادوا من البرنامج، إضافة إلى الأسر والأبناء الذين انعكس البرنامج عليهم بصورة إيجابية من هذه التجربة. وأشار وزير التعليم العالي إلى رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بشكل مباشر بالبرنامج، وتذليل كافة العقبات أمامه، والاستجابة لكافة المتطلبات، كي يستطيع البرنامج إتمام هدفه النبيل الذي يسعى لتحقيقه، وألمح إلى أن الدلائل على اجتهاد الطلبة، وتحقيقهم الهدف الذي ابتعثوا إليه، هو ما حققه طلاب وطالبات الطب من إنجاز في الولاياتالمتحدة، ففي الوقت الذي لم يتجاوز عدد دارسي الطب في الولاياتالمتحدة قبل 8 أعوام طالباً واحداً، بلغ عددهم حالياً أكثر من 1500 طالب، في برامج الزمالة والبورد الأمريكي، وكافتهم من خريجي الجامعات السعودية. وخلال المؤتمر الصحفي أوضح وزير التعليم العالي، وجود طلاب يدرسون في جامعات متميزة، وفي مدن ذات كلفة عالية، لافتاً إلى أن المكافأة قد لا تكفي، وخاصة لمن لديه أسرة، مشيراً إلى أن هذا الموضوع قيد الدراسة لإيجاد ما يمكن من خلاله التغلب على ذلك. وأكد الدكتور العنقري أن فترة ال 18 شهرا لدراسة اللغة هي كافية، وتعد أكثر مما يتطلبه الطالب، وذلك بناء على التجارب السابقة، بما في ذلك اللغات العالمية الأخرى، وأضاف «لدينا حالياً أكثر من 300 طبيب يتدرب في فرنسا، وعندما ذهبوا إلى هناك كانت حصيلتهم اللغوية معدومة تماماً، إلا أن غالبيتهم استطاعوا إتقان اللغة بعد ستة أشهر فقط، وقال إن من لا يستطيع تعلم اللغة خلال فترة العام والنصف إما مقصر - وهذا لا يمكن مكافأته على التقصير - أو لديه صعوبة في تعلم اللغة، لافتاً إلى أن الملحقيات تعالج الحالات التي لديها أسباب منطقية لزيادة فترة اللغة المخصصة لهم. وأيد السفير السعودي في واشنطن الأستاذ عادل الجبير ذلك، مشيراً إلى أن نسبة الطلبة الذين لا ينجزون مرحلة اللغة خلال الفترة الزمنية المتاحة لهم، نسبة ضئيلة جداً، تقل عن 1% من إجمالي الطلبة. ونوه الدكتور العنقري، إلى وجود مقترح من قبل السفير السعودي بإنشاء أكثر من يوم مهنة للطلاب لكل تخصص على حدة، مشيراً إلى وجود حلقة مفقودة تتمثل في آلية بحث الطالب عن الوظيفة بعد التخرج، مشيراً إلى هناك بحث عملي عن تجربة الابتعاث بشكل عام، في مركز البحوث والدراسات داخل الوزارة، فيما أشار السفير الأستاذ عادل الجبير إلى أن السفارة والملحقية الثقافية تعكفان على إنجاز اتفاقيات تتيح للطلبة التدريب بعد التخرج في الشركات الأمريكية الكبرى، وفي فروعها في المملكة، وقال إن إحدى الشركات دربت 24 طالبا وطالبة خلال الصيف الماضي، تم توظيف أغلبيتهم خلال هذا العام، بعد قضائهم مدة عام كامل للتدريب في الولاياتالمتحدة. وأكد وزير التعليم العالي إنشاء 14 مستشفى تعليمي في كافة المناطق، بحيث يكون هناك مستشفى تعليمي مرتبط بكل واحدة من كليات الطب، وسيكفل تدريب الطلبة وسد الثغرات الموجودة حالياً، ووعد الوزير بدراسة موضوع احتساب سنوات الخبرة لطلاب الطب، ضمن خدمتهم، مشيراً إلى أن هذا من اختصاص وزارة الخدمة المدنية، وسيدرس الموضوع معهم. وأشار إلى وجود لجنة تدرس رعاية الطلبة خلال فترة التدريب بعد التخرج في دول الابتعاث، من الحاصلين على فرص تدريبية، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من دراستها، ورفعت إلى مجلس الخبراء، مشيراً إلى أن اللجنة متفقة على أهمية رعاية الطالب والطالبة بعد التخرج في التدريب في الشركات المعروفة. من جهته قال سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن الأستاذ عادل الجبير «نحتفل اليوم بمناسبة سعيدة تتمثل في تخرج الدفعة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والبالغ عددهم أكثر من 7200 طالب وطالبة، في تخصصات مختلفة من أعرق الجامعات، وهو مصدر فخر واعتزاز، ويثبت للجميع أهمية البرنامج ومردوده الإيجابي».