عندما حذر المركز السعودي لكفاءة الطاقة من مخاطر استهلاك الطاقة الكهربائية بمعدلات تصل إلى ضعف الاستهلاك العالمي، كان يطلق شرارة إنذار لما يمكن أن نواجهه في المستقبل من تحد كبير لتوفير الطاقة اللازمة في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل والتوليد، لقد ارتفع استهلاك الطاقة لدينا لأكثر من 50 ألف ميجاوات، وهو معدل مرتفع مقارنة بعدد السكان الذي لايزيد على 30 مليون نسمة مواطنين ومقيمين، في ظل استهلاك دول مجاورة يصل عدد سكانها إلى الضعف حوالى 30 ألف ميجا وات فقط. وعلى الرغم من دعوات الترشيد إلا أن الاستجابة لازالت ضعيفة للغاية، بينما تظل الحاجة مستمرة لإنتاج 4 آلاف ميجا وات من الكهرباء سنويا لتغطية الزيادة في الاستهلاك المقدرة ب 8 % سنويا، وتبلغ تكلفة هذه الكميات قرابة 16 مليار ريال على أقل تقدير . ولاتتوقف الخطورة عند هذا الأمر. فاستهلاك المواطن في المملكة من المياه ضعف المعدل العالمي أيضا، أو يزيد عن ذلك، إذ بينما يصل استهلاك الفرد في الخارج إلى حوالى 180 لتر يوميا، يصل لدينا إلى قرابة 350 لترا ، وهو معدل كبير للغاية إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم وجود أنهار في المملكة، وكلفة التحلية العالية في ظل نمو سكاني كبير يصل إلى أكثر من 3% . رشدوا الاستهلاك حتى لو كنتم على نهر جار .