نسرين محمد أول سعودية تتولى إدارة أحد الفنادق الكبيرة في المملكة ونجحت في وضع رؤيتها العلمية في عملها كمديرة لفندق شهير بالمنطقة الشرقية، وتجاوزت بذلك العرف السائد أن المرأة السعودية لا يتجاوز نشاطها غير العمل في المكاتب الخلفية كمأمورة اتصال أو موظفة علاقات عامة أو منظمة حفلات مؤتمرات. أثبتت نسرين أن المرأة السعودية قادرة ومؤهلة لإدارة ودعم الحركة السياحية برؤية تتوافق مع شريعتنا السمحاء (عكاظ) التقت نسرين محمد في مقر عملها وحاورتها حول طبيعة عملها وكيف استطاعت أن تبلغ هذه المرحلة المتقدمة من المسؤولية في غضون تسعة أعوام هي مجمل عملها في مجال الفنادق والسياحة. ماذا عن تجربتك مع الفندقة وبداياتها؟ - كلفت بإدارة الفندق إلى جانب عملي الحالي مديرة للمبيعات والتسويق. بدأت من المدينةالمنورة من خلال أحد الفنادق والسبب الأول في دخولي إلى هذا المجال حبي لكل جديد فيه تحد للمرأة كي تثبت قدرتها، حيث عملت لمدة 3 سنوات في مجال التسويق الفندقي كمديرة مبيعات وتسويق الحفلات، إذ كانت وظائف المرأة محصورة في السنترال وتنظيم الحفلات وكنت من أوائل السيدات اللائي دخلن للمنطقة المركزية بالمدينة وبدأت بعدها في تشجيع السيدات على العمل الفندقي. ماذا عن نطاق تدريبك وتأهيلك وهل هناك من دعم هذا التوجه لديك؟ - تلقيت عرضا وظيفيا من أحد الفنادق، حيث منح ملاكه الثقة لي بالتوسع في مجالي الوظيفي وشمل الدعم كل الكوادر السعودية من الرجال والنساء. مقولة صحيحة ولكن.. هناك مقولة سائدة أن إحجام المرأة عن العمل الفندقي سببه النظرة الاجتماعية وغياب المعاهد المتخصصة.. فهل هذا صحيح؟ - نعم المقولة صحيحة فالنظرة الاجتماعية كانت تعيب حتى المجالات الأخرى، لكن الحال تغير اليوم، فالمرأة دخلت كل المجالات وأثبتت قدرتها، كما أن الدولة تشجع على عمل المرأة وتؤهلها بالتدريب والابتعاث، وهناك معهد تأهيلي للمرأة لتدريبها على العمل في مجال السياحة والفندقة. ومع ذلك يقال إن عمل المرأة في المواقع الإدارية بالفنادق لا يزال ضعيفا.. ما مدى صحة ذلك؟ - نعم، لكن من خلال عملي الحالي لمست الرغبة من أصحاب الفندق الذي أعمل به في منح المرأة مجالات أوسع وكسر حاجز حصر بعض الوظائف على الرجال. سنترال وخدمة قاعات كيف يمكن كسر القاعدة التي تقول إن عمل المرأة السعودية في مجال الفندقة لا يتعدى السنترال وخدمة القاعات والحفلات؟ - الأمر يعود إلى ثقافة ملاك الفنادق في إعطاء المرأة الثقة في تعدي هذه الوظائف إلى مجالات أوسع، وقد لمست هذه الثقافة من خلال عملي الحالي. لا تزال ثمة تحديات تواجه المرأة السعودية في مجال توظيفها بالفنادق.. ما مدى صحة ذلك؟ - قليل جدا.. فقط الأمر يعتمد على ثقة المرأة بنفسها وقدرتها على كسر الحواجز. عمل المرأة في الفنادق والسياحة، ما الإضافة النوعية التي ستضيفها وهل التدريب هو السبيل الوحيد لاكتساب الخبرة أم هناك عناصر أخرى؟ - الإضافة هي ملء فراغ جديد في التوظيف النسائي، علما بأن مجال الفنادق لا يزال يتسع كثيرا للكوادر الوطنية من الرجال والسيدات. أما بخصوص الخبرة، فالتدريب وحده بدون عمل على أرض الواقع لن يقدم جديدا للمرأة. مزيد من الثقة المبادئ الإدارية التي تعتمدين عليها في إدارتك للفندق على أي أساس تقوم؟ - الإلمام بجميع أقسام العمل الفندقي، استقطاب الخبرات لكل قسم، التطوير والتطبيق لكل جديد في عالم الفندقة، الشخصية القيادية في العمل، المثابرة والاجتهاد حسب المقاييس المتعارف عليها، تقديم خطة عمل واضحة لاستقطاب النزلاء. والأهم من كل ذلك إرضاء النزلاء. بالعودة إلى الحديث عن دور المرأة في المجال الاقتصادي ومدى أثرها في ذلك تنمويا وبما أن الحديث عن السياحة هل يمثل المجال حاضنة حقيقية للمرأة العاملة؟ - دور المرأة في المجال الاقتصادي فعال، أما السياحة فهي مجال كبير فقط وتحتاج إلى مزيد من الثقة والإمكانات. ثمة جيل جديد من المرأة السعودية يتحرك نحو ساحة الأعمال الحرة والاقتصادية.. فما رأيك؟ - نعم، لو رجعنا للغرف التجارية لوجدنا أن سيدات الأعمال في زيادة مستمرة وهذا يدل على أن الجيل الجديد متجه للأعمال الحرة. وأما بخصوص السياحة فلا يوجد عدد كاف من العاملات في هذا المجال ولكن السياحة بدأت تأخذ أبعادا أخرى ومتطورة. تقييم النجاح.. مبكر سيدات الأعمال السعوديات.. هل لديهن قناعة بأهمية الاستثمار في هذا المجال كمورد تنموي واقتصادي أم ما زلنا بعيدا عن ذلك؟ - ما زلنا بعيدين.. غير أنه في ظل البرامج والتشجيع المستمر من هيئة السياحة سنبلغ مقصدنا وسيكون للمرأة دور إيجابي في الاستثمار السياحي. هل صحيح ما يقال إن المرأة السعودية نجحت خليجيا في إدارة الملف السياحي خارج البلد ولم يتحقق لها النجاح محليا؟ - بعض السيدات السعوديات لديهن شهادات رفيعة في السياحة وبسبب عدم تهيئة البيئة السياحية توجهت المرأة إلى الخليج. تقييم دور المرأة السعودية في هذا المجال.. هل له مؤشرات واقعية.. أم لم يتم التقييم حتى الآن؟ - لا لم يتم التقييم حتى الآن.