لم يكن الشاب فهد العنزي يتخيل أن عمله في شركة أمنية لمدة ستة أشهر سيقوده إلى الالتحاق بالعمل في فندق الإنتركونتننتال بالرياض قبل 16 عاما، وتحديدا في عام 1995 عندما وجد الطالب في المرحلة الثانوية نفسه أمام امتحان مهم وهو مساعدة أسرته بعد مرض والده، ولم يكن أمام الشاب سوى البحث عن عمل، وبمجرد أن قرأ إعلانا عن وظائف بفندق الإنتركونتننتال تقدم لها واجتاز الاختبار ليلتحق في البداية بالعمل كموظف عادي في الاستقبال وكان عمره لا يتعدى 18 عاما. الطالب في المرحلة المتوسطة وقتها فهد العنزي اتخذ الطريق الصعب وتحدى ظروفه الصعبة، ومع فترة التدريب كان لافتا للعاملين في الفندق أنه مثابر ومنتظم في عمله وعاشق له. وبعد فترة تدريب استمرت ثلاثة أشهر قامت إدارة الفندق بإكسابه المزيد من الخبرات بالعمل الفندقي في جميع الأقسام قبل أن ينتهي به المقام بالمكاتب الأمامية وتدرج خلال العمل من وظيفة صغيرة في الاستقبال مع عمله الفندقي الذي عشقة حتى وصل إلى مدير المكاتب الأمامية في واحد من أهم وأكبر فنادق العاصمة السعودية الرياض. يقول فهد العنزي "بدأت بعد انتهاء التدريب مباشرة في وظيفة إدخال البيانات للنزلاء القادمين والمغادرين، وخلال هذه الفترة التحقت بدورات مختلفة كلها تتعلق بالعمل الفندقي والسياحي وبينها اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي لمدد تراوحت من أسبوع إلى 9 أشهر إضافة إلى دورات فندقية في السنوات الماضية بدبي وجدة والأحساء، معظمها في سلسلة فنادق الإنتركونتننتال والغرفة التجارية في الرياض. وأضاف: بعد كل دورة كنت أكتسب مهارات جديدة في العمل السياحي، ومع نمو وتراكم الخبرة بالدورات تم تعييني أمينا للصندوق ورئيس وردية إلى مدير مناوب وبعدها واصلت التدرج الوظيفي حتى تم اختياري من قبل إدارة الفندق بمنصب مساعد مدير الخدمات والمسؤول عن مبنى كبار النزلاء والضيوف. ولم يقف الأمر عند ذلك فقبل سنوات تم اختياري مساعدا لمدير المكاتب الأمامية، ومؤخرا تم تعييني مديرا للمكاتب الأمامية التي تعد عصبا مهما في العمل الفندقي والجودة الفندقية. ويعتبر فهد العنزي أن المكاتب الأمامية هي المرآة المهمة في البوابة الفندقية، وأي خلل فيها ينعكس على الضيوف والنزلاء، ومن هنا فهي لها اعتبارات كثيرة في الجودة الفندقية. أما مسؤولياته فتتوزع على الوظيفة الحالية بالإشراف على الاستقبال والهاتف والسنترال ومركز رجال الأعمال والبوابات المختلفة للفندق وغيرها من المكاتب الأمامية للفندق. اكتساب المهارات بعد 16 عاما من العمل الممتع في المجال الفندقي والسياحي يقول العنزي إن هذا العمل يتطلب من الذين يلتحقون به حسن المظهر والاهتمام بالعمل والسعي المتواصل لاكتساب المهارات والانخراط في دورات التدريب المستمر، حيث إن العمل في المجال الفندقي يضمن لمن يلتحق به الاستقرار الوظيفي، وكلما مر عام يكتسب من يعمل به مهارات ومعارف جديدة. العنزي قال "إنني من خلال رحلة عملي الفندقي تزوجت واشتريت منزلي الخاص ولدي أسرة وأبناء في مراحل التعليم". كما طالب الشباب بالانخراط في العمل الفندقي والسياحي، موضحا أنه عمل غير تقليدي وبه إضافة إلى الاستقرار الوظيفي مميزات كثيرة وفرص مهمة للترقي والتعلم واكتساب المهارات والتعارف على كل فئات المجتمع السعودي وكبار الضيوف القادمين للدولة للمشاركة في المؤتمرات والندوات وغيرها. وكشف أن القطاع الفندقي والسياحي يلقى حاليا إقبالا كبيرا وينخرط في العمل به الكثير من السعوديين في كافة المجالات في النادي الرياضي وخدمات المطعم والمشروبات والمغسلة والمأكولات والحفلات والمبيعات والتسويق وشؤون العاملين والمحاسبة وغيرها، وهذا يعود لما يوفره هذا القطاع من الاستقرار الوظيفي، كما أن رواتبه متميزة ومغرية. واعتبر العمل الفندقي خيارا مهما أمام زيادة الحركة السياحية والنشاط الاقتصادي في المملكة. وبين العنزي أن انخراطه في العمل الفندقي والسياحي عموما جعله يتعرف على كبار الشخصيات التي تزور السعودية وكبار المشاركين في المؤتمرات والندوات المختلفة.