يطلق سكان قرية عين شمس شرقي محافظة الجموم على شريان بلدتهم الوحيد الذي يقع على طريق (مكةالمكرمة - المدينةالمنورة السريع) طريق الموت؛ نظرا لكثرة الحوادث على هذا الطريق. وأجمع الأهالي أنهم تقدموا عدة مرات لوزارة النقل وتحديدا إدارة النقل بمكةالمكرمة بطلب ازدواجية الطريق وفصل الاتجاهين بحاجز إسمنتي أو رصيف أو توسعة الطريق ولكن لم تثمر تلك المطالبات عن شيء -وفقا لأقوالهم-. كما تساءل الأهالي كذلك عن الجسر المزمع إقامته على مدخل القرية والذي تمت دراسته من قبل إدارة النقل بطول 3.5 كيلو متر، حيث أن الأهالي يعانون من السير ما بين جسر مسلخ الجموم ونقطة تفتيش حجز النوارية للخروج والدخول من القرية. وأضافوا أن عدم وجود مدخل للقرية يؤخر الطلاب والموظفين من الوصول إلى مواقع عملهم والمدارس، فضلا عن تأخير آليات الدفاع المدني من الوصول إلى مواقع الحرائق، حيث يجب عليهم السير لمسافة 4 كلم من أجل الدخول للقرية. «عكاظ» قامت بزيارة قرية عين شمس، والوقوف على جنبات طريق الموت كما يحلو تسميته من قبل الأهالي ومعرفة أسباب تلك الحوادث المؤسفة والتي راح ضحيتها عشرات الأشخاص من أهالي القرية. في البداية، يقول عبدالله مسعود اللحياني: إن طريق قرية عين شمس يصنف على أنه طريق زراعي ذو اتجاهين يربط القرية بطريق الريان شرقا وهو ذو منعطفات خطرة للغاية وتم أنشاؤه في عام 1396ه، وبقي على حاله دون تجديد، وقد حصد عشرات الأرواح من الأبناء وعائلات المواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام على حد سواء وخاصة في المنعطف الخطير بقرية «المندسة» وهو مكمن الحوادث العنيفة، حيث ينعطف الطريق وبشكل خطير باتجاه القرية وتحفه أسياج حديدة تمنع تفادي الاصطدام بالخروج على طرفي الطريق. وأردف اللحياني بقوله «تقدمنا عدة مرات لفرع وزارة النقل للنظر في خطورة هذا الطريق ولكن دون جدوى وأذكر أن هناك حادثا مفجعا وقع لمواطن وزوجته المعلمة بمدرسة القرية وتوفاهما الله قبل عدة سنوات. وفي نفس السياق، قال خالد علي اللحياني: لا أكاد أنسى ذلك الحادث الذي تعرضت له عائلة هندية قدمت من الهند لزيارتي في منزلي حيث تربطني علاقة تجارية بهذه العائلة منذ عشرات السنين. أضاف بقوله «كنت أستعد لاستقبال تلك العائلة وأعددت لهم مأدبة عشاء تكريما لزيارتهم لي في منزلي، وبعد توديعهم بعدة دقائق فاجأني اتصال من أحد المعارف يفيد بتعرض العائلة لحادث تصادم بالقرب من قرية المندسة، فهرعت مسرعا على الفور إليهم، وكانت الصدمة مؤسفة جدا لي حيث كانت النتيجة وفاة الأم وطفلها وشاب يافع في منتصف العمر وتبقى تلك الحادثة عالقة في ذهني ما حييت». وأضاف يجب على وزارة النقل إعادة تأهيل الطريق حتى يكون أكثر أمانا وأن تكون له «أكتاف» جانبيه تحد من التحام السيارات فيه. من جانبه، أوضح عادل اللحياني بقوله «أشعر بالحزن الشديد عندما أتذكر الحادث المؤسف الذي راح ضحيته شقيقي الأصغر عمر –يرحمه الله– حيث توفى في منعطف قرية المندسة وهو عائد للمنزل، حيث التحمت سيارته بأخرى قادمة من القرية. وقال عبد الله السهلي نعاني من الالتفاف من مركز حجز السيارات بالنوارية وخاصة للقادمين من محافظة الجموم أو محافظة جدة عبر طريق بريمان، حيث يجب عليهم الدوران ثم العودة بنفس الاتجاه للدخول لقرية عين شمس، وتزداد المعاناة في موسم الحج، حيث تكتظ حافلات الحجيج وسيارات المواطنين بغية الدخول لمكةالمكرمة فتمتد طوابير السيارات لمسافة ربما تزيد عن ثلاثة كيلو مترات حتى نصل لمركز التفتيش ثم العودة مرة أخرى باتجاه قريتنا. من جهته، قال مدير عام الطرق والنقل بمنطقة مكةالمكرمة المهندس محمد توفيق مدني: يجري حاليا أعمال تحسين لكامل طريق عين شمس بطول 14.200 كيلو متر، تتمثل في كشط وإعادة سفلتة مع توسعة الأكتاف بعرض 2.50 متر من كل اتجاه، بالإضافة إلى تمديد عبارات تصريف السيول عن الطريق وإنشاء عبارة صندوقية ب 10 فتحات لدعم التصريف في المنطقة. وأبان المدني: فيما يخص معاناة أهالي المنطقة من الالتفاف عند نقطة تفتيش حجز النوارية، فإن هناك دراسة بهذا الخصوص وتم الرفع بها لوزارة النقل وأدرجت ضمن الأولويات وسوف يتم إنشاء جسر عند اعتماده بالميزانية.