تسكن الطريق الرابط بين مركز عين شمس ومكةالمكرمة ملامح باهتة نتيجة قدمه لكنها تتجلى بوضوح حينما يقع حادث شنيع في الطريق المتهالك بطول 12 كيلو مترا. يتذكر سكان عين شمس والقرى المجاورة لها رائحة الموت على الأسفلت.. يتذكرون الدماء .. فيسكنهم الخوف.. قبل أيام راح أربعة على الطريق ومازال مثلهم أسرى الآلام. إنه الطريق المتهالك ذو الملامح الباهتة. من القاطعين للطريق يعبرونه كل يوم عادل صويلح الذي يقول: «يجب إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سقوط الضحايا على الطريق الذي ارتوى بدماء عسكريين ومعلمات وطلاب وأمهات». الطريق الذي يزيد عمره على 38 سنة طمست فيه الخطوط المرورية ولا يزيد عرضه على ستة أمتار ولا يحتوي على علامات عيون القطط التي تبين للسائقين ملامح الطريق. فازع اللحياني روى ذكريات فتح الطريق الذي كان رمليا ثم جرى تعبيده بعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز عندما كان وكيلا لإمارة منطقة مكةالمكرمة في سنة 1393ه حيث «أقام أهالي عين شمس حفلا شعبيا عرضوا فيه مطالبهم وكان من بينها تعبيد الطريق الرملي». ويقول عبد المحسن بن حمد اللحياني أن الطريق يحتوي على منعطفات خطيرة خاصة ما يعرف بمنعطف «المندسة» ويشهد كثافة مرورية كبيرة ويخدم قرى العين واللحيانية والقوبعية والريان والطرفاء، كما أنه يعتبر الطريق الأكثر كثافة كونه يربط طريق المدينةالمنورة السريع بطريق دولي آخر هو طريق الطائفالرياض المخصص لشاحنات نقل البضائع. وحمل أمين مصلح الغريفي وزارة النقل مسؤولية بقاء الطريق لأكثر من ربع قرن بلا ترميم وقال: «نسمع عن تنفيذ مشاريع طرق في منطقة مكةالمكرمة دون أن ينفذ مشروع واحد للطريق فيما لم تفلح صيحات السكان برفع برقياتهم للوزارة في لفت انتباه المسؤولين لدرء هذا الخطر». ويتهيأ مشعل سعيد الملهمي من مركز لوح لرفع قضية لدى المحكمة الإدارية في منطقة مكةالمكرمة ضد وزارة النقل على خلفية وفاة شقيقه في حادث مؤلم تسبب في وفاة آخرين من الجنسية الباكستانية بسبب ضيق الطريق ورداءة وسائل السلامة فيه، في حادث تصادم عنيف. ويشير مغلي بن غالي إلى أن الأمهات والآباء في مركز عين شمس والقرى والهجر التابعة له أصبحوا يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا على مصير أولادهم بمجرد خروجهم للمدارس والجامعات في حين أن كثيرين منهم يحصنون الطالبات والطلاب بأذكار الصباح في ظل نزيف الأرواح على الطريق المتهالك، كاشفا أن قائدي المركبات من كبار السن أضحوا يؤجلون مصالحهم ليلا خوفا من انعدام رؤية أطراف الطريق بسبب اختفاء الخطوط الصفراء والوسطية للطريق.. من جهته أوضح مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد ناشي العتيبي أن إدارته خاطبت إدارة النقل في العاصمة المقدسة حول الملاحظات التي رصدتها لجنة مكونة من المرور والشرطة عن واقع الطريق وما يحتاجه من أعمال توسعة ووسائل سلامة مبينا أن اللجنة رفعت خطابا منذ خمس سنوات حذرت فيه من كثرة الحوادث التي يتعرض لها مستخدمو الطريق بسبب ضيقه وزيادة كثافة المركبات.