تعتبر ضاحية النوارية بمكةالمكرمة من الأحياء الجديدة التي أصبح سكان مكةالمكرمة يتجهون إليها في الآونة الأخيرة ويبحثون عنها نتيجة هدوئها وبعدها عن الضجيج والزحام، خاصة بعد تزايد مشاريع التطوير في المنطقة المركزية. العمر الزمني لنوارية مكةالمكرمة لا يتجاوز 30 عاما حيث كانت مزارع للبطيخ والشمام والحبوب التي كانت تزرع فيها على مياه الأمطار إضافة إلى شهرتها بوجود مصانع للطوب الأحمر حيث تزود العاصمة المقدسة بأكملها بالطوب الأحمر الصغير ذي النوعية الجيدة واستمرت هذه المصانع إلى عهد قريب وهي تمد العاصمة المقدسة به وبعد ذلك تم إغلاقها نتيجة لكثرة الأدخنة التي تطلقها مما جعل الجهات المختصة تغلق هذه المصانع لضررها على السكان حيث تم نقلها إلى حي الكعكية بمكةالمكرمة فكانت النوارية مزارع تنتج الخضروات بأشكالها المختلفة إلا أن طفرة البناء جعلت المزارع تتحول إلى مخططات سكنية خلال سنوات معدودة. يشار إلى أن حي النوارية الآن تحول إلى مخططات سكنية تحوي العديد من العمائر والفلل حيث تنقسم إلى قسمين النوارية الشرقية والنوارية الغربية وتتميز بالمباني الحديثة والفلل الراقية والأسواق الجديدة وأصبح الكثير من سكان العاصمة المقدسة يتجهون اليها من داخل مكةالمكرمة إلى هذه الضاحية ذات الموقع المتميز على طريق المدينةالمنورة والقريب جدا من محافظة الجموم حيث تبعد عنها خمس كيلو مترات. ورغم حداثة الحي وجمال مبانيه إلا أنه ما زالت تنقصه بعض الخدمات خاصة الحدائق والصرف الصحي، ولعل الشيء الملفت في هذا الحي انك لا تعرف اتجاه الشوارع نتيجة سير السيارات في كل اتجاه فلا تعرف الذي يسير عكس الشارع من الذي يسير بشكل نظامي فيجب عليك اخذ الحيطة والحذر أثناء سيرك في شوارعه حتى لا تباغتك سيارة عاكسة للطريق اذ أصبح عكس الطريق شيئا عاديا لدى سكان هذه الضاحية. ونتيجة لوقوع ضاحية النوارية خارج حدود الحرم فإن هناك الكثير من الشركات التي تحرص على إسكان عمالتها غير المسلمة في هذه الضاحية حيث يقع نادي الوحدة بالقرب منها إضافة إلى عدد من المستشفيات الخاصة والشركات الكبيرة. ولو نظرنا إلى مطالب سكان هذه الضاحية التي تبعد نحو 15 كيلو عن المسجد الحرام باتجاه الشمال فقد ذكر لنا حامد البركاتي وعبدالله عطية اللحياني وسليم الحربي بأن أكثر ما يحتاجونه هو سرعة استكمال مشروع الصرف الصحي وتحديث السفلتة والإنارة لكافة أحياء النوارية إضافة إلى عمل مطبات اصطناعية أمام مجمع المدارس حيث فقد عدد من أبناء الحي نتيجة الدهس كما طالبوا بضرورة بناء سد يحجب السيول عن الحي، حيث إن الدفاع المدني قد أعلن أن حي النوارية من الأحياء التي تقع في بطن وادي الوسيعة مثله مثل الكثير من أحياء العاصمة المقدسة التي تقع في بطون أودية. عمالة سائبة عمدة حي النوارية عاتق اللحياني أوضح أن هناك سوقا أقامته أمانة العاصمة المقدسة في النوارية الغربية عند بدء نشوء المخطط إلا انه ومع الأسف الشديد أصبح مرتعا للكلاب والعمالة السائبة فهو يعتبر مكانا للجريمة، حيث انه منذ نحو 20 عاما وهو على هذه الحال ونتمنى من الأمانة تسليمه إلى مستثمر ليقوم بإعادة الحياة إليه حتى ينتفع منه السكان وان لا يترك على وضعه الحالي غير اللائق.