وهو ينهض مغادرا مجلس الشيخ حمد الجاسر الثقافي الأسبوعي عند انتهاء الدكتور فهد العرابي الحارثي من إلقاء محاضراته عن مجلة اليمامة وما يشاع عن توقفها بعد مرور 63 عاما على صدورها، قال الفريح متحدثا بعفوية وهو يغالب تأثره بذكرى مر عليها كل هذه السنين عندما كان طالبا على وشك التخرج من كلية الآداب من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وكنت إلى جواره، ومعي الأساتذة سعد البواردي، ومعن الجاسر، وجاسر الحربش عندما نطق بتأثر قائلا: كأنه اليوم عندما حضرت ولادة العدد الأول من اليمامة بالقاهرة كنا نسهر مع الشيخ حمد نصحح المقالات وننقلها بحماس للمطبعة وكأننا نسابق الزمن. وذكر عددا من زملائه ممن وردت أسماء بعضهم في أعداد اليمامة الأولى. وقبيل بدء المحاضرة، رأيت الفريح وهو يتوكأ على عصاه ويمشي بصعوبة رغم مساعدة أحدهم، وعندما رحبت به قلت له: غريبة حضورك نادر لهذا المجلس وأنا أعرف أنك مسافر خارج الرياض!. فرد علي: فعلا لم آتِ إلا ليلة البارحة وحرصت على حضور هذه المناسبة، فاليمامة أحس أنها قطعة غالية من تاريخنا، وإذا بالأستاذ سعد البواردي يصل لمدخل المجلس، فتعانقا بشوق ولهفه وخفت عليهم من الوقوع، إذ كل منهما يحمل على أكتافه تسعين حولا (لا أبالك يسأم)، فاستنجدت بالمهندس معن الجاسر ليساعدهم ويفسح لهم الطريق. وكنت أحاول وأرجو الفريح من عشر سنوات ليتحدث عن سيرته ومسيرته ضمن برنامج (التاريخ الشفوي)، وعن مثل هذه المناسبة ولكنه يأبى بأدب وذوق. قلت له: «يكفينا الحديث عن دورك مع زملائك في تأسيس وزارة المعارف مع وزيرها الأول آنذاك سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز رحمه الله». وكان حديثه وتأثره وهو يمشي خارجا من الأحاديث المهمة.. والتي مرت دون تسجيل.. فلعلها مفتاح لحديث أطول فهل يحقق هذا الطلب؟ خصوصا واليمامة في سبيل إعادة كتابة تاريخها بجهود مركز مؤسسها ولجنته العلمية.