أقيمت، صباح أمس، محاضرة للدكتور فهد العرابي الحارثي عن مجلة اليمامة. فلعل هذه المناسبة أو المحاضرة تحرك الراكد وتبعث الحماس في اللجنة العلمية لمركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي في بحث ودراسة إمكانية التحضير لحفل يليق بالمناسبة، بل بمناسبات ثقافية عدة قام بها علامة الجزيرة العربية بمفرده وبمبادرة شخصية وبجهوده الذاتية المتواضعة، وكأنه يستذكر قول القائل: من سار على الدرب وصل.. أو خير لك أن تشعل شمعة من أن تلعن الظلام. أقول، وأرجو أن يجد قولي صدى، إن مرور 63 عاما على صدور مجلة اليمامة، ومرور أكثر من ستين عاما على تأسيس أول مطابع بالرياض، ومرور خمسين عاما على صدور مجلة العرب، وما زالت تصدر هي وسابقتها بانتظام رغم رحيل مؤسسها قبل ما يقرب من عقد ونصف رحمه الله ألا تستحق مثل هذه المناسبات الثلاث الاحتفال والاحتفاء بها، وإقامة ندوة أو ندوات ومحاضرات يستعرض فيها سيرة ومسيرة هذه الشموع التي ما زالت مشعة في سماء الوطن؟ أقول هذا وأنا أشاهد الإخوة المسؤولين عن المجلة العربية وهم يستعدون للاحتفال بمناسبة مرور أربعين عاما على صدورها 95 1435ه ويطبعون الكتيبات التي ستبقى مذكرة الجميع بالمناسبة. سبق أن قام مركز الشيخ حمد الجاسر بتصوير أعداد مجلة اليمامة الأولى لسنتيها الأولى والثانية عندما كانت تطبع في القاهرة ومكة وجدة وبيروت، قبل أن تؤسس المطابع بالرياض وتتحول المجلة الشهرية إلى جريدة أسبوعية، وأصدرها بمجلدين جميلين أصبحا مرجعا للباحثين ومصدرا مهما للدارسين. وكان حسب علمي أن المركز مستمر في تجميع أعداد اليمامة الجريدة من عام 1375ه وحتى عام 1382ه عندما كان المسؤول عنها الشيخ حمد، تمهيدا لتصويرها ولو لأعداد محدودة للمهتمين والمراكز العلمية والمكتبات العامة وغيرها. وكنت محظوظا لحصولي على ثلاثة مجلدات تضم أعداد جريدة القصيم من العدد 1 إلى 113، والتي صدرت بالرياض كوصيفة لليمامة من عام 79 إلى 1381ه، والتي قام بتصويرها علي ابن صاحبها عبدالله العلي الصانع رحمهم الله. وحاولت الحصول على نسخة أخرى لتسليمها لمركز حمد الجاسر لعل رؤيتهم لها تحفزهم لإكمال ما بدأوا به، ولكنه توقف، وبعد محاولات ومتابعات وتدخل أحد المهتمين بإنجاز مجلدات القصيم، وهو الأستاذ أحمد الحمد السعيد رجل الأعمال، ومن كان مع شقيقه معالي الدكتور عبدالرحمن السعيد يحرران صفحة أسبوعية باسم (سلطات فكرية) عندما كانا طالبين في المرحلة المتوسطة. أقول إنني حصلت على نسخة سلمتها للمهندس معن بن حمد الجاسر قبل سنتين، فأملي وأمل كل مهتم ألا يضيع جزء مهم من تاريخنا الثقافي دون حفظ وتوثيق.