قال عبدالله بشارة أول أمين عام لمجلس دول التعاون الخليجي، في تصريح ل(عكاظ) بمناسبة مرور 33 عاما على تأسيس المجلس إن المجلس نشأ عام 1981م وسط ظروف سياسية معقدة شهدت أحداثا جساما، وسط خلافات القوى العالمية آنذاك (الولاياتالمتحدةالأمريكية - الاتحاد السوفييتي). وأيد بشارة فكرة انتقال المجلس إلى الاتحاد الخليجي، لافتا إلى أن دول الخليج سعت منذ البداية إلى استقرار واستقلالية الدول الأعضاء، ومن ثم بدأ مجلس التعاون في تبني مرحلة جديدة بعد أن اتسمت آراؤه بالاعتدالية الإقليمية، مبينا أن ظروف الربيع العربي والتغيرات الإقليمية التي طرأت باتت تحتم ضرورة تبني مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي تسعى للانتقال إلى الاتحاد، مؤكدا أن الاتحاد الآن بات ضرورة ملحة وهو الضامن الحقيقي للأمن والاستقرار. وأضاف أن المجلس نشأ في حالة من التوتر والتنافس البعيد عن بحث المصالح المشتركة، لافتا إلى أن قيام المجلس كان هدفه تأمين وحماية المنطقة الخليجية في ظل الحرب الإيرانية العراقية. وأكد بشارة أن المجلس تبنى هموم الأمة العربية وأبرز قضاياها، عبر الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية، وكانت الحرب العراقية الإيرانية التي أتت على حدود مجلس التعاون وأبوابه من أوائل القضايا الإقليمية الحرجة التي تزامنت مع بدايات المجلس وانتهت عام 88م بعد سبع سنوات من قيام مجلس التعاون. مبينا أن الأزمات التي نشبت آنذاك كلفت المجلس جهودا كبيرة في سياساته وديبلوماسيته. وأضاف أن من أبرز التحديات الصعبة التي تجاوزها مجلس التعاون أيضا كانت مرحلة الغزو العراقي للكويت وحرب التحرير التي جاءت نتيجة جهود مجلس التعاون الذي استطاع أن يوصل صوته في مجلس الأمن ويكون تضامنا عالميا لتحرير الكويت. ولفت إلى أن مجلس التعاون حقيقة وواقع غير قابل للابتزاز، ويقطف ثماره الجميع ليس فقط الدول الأعضاء بل أيضا الدول العربية والأسرة الدولية، موضحا أن المجلس هو مكمن العقلانية والاعتدال، حيث نبذ الأيدولوجيات وابتعد عن التوترات، خصوصا أن دوله ليس لديها أية أطماع، فضلا عن أن سياسته مبنية على حسن الجوار وتبادل المصالح والتقارب مع جميع مؤسسات العالم والعمل من خلال هذه المؤسسات، وليس من أهداف المجلس وتطلعاته الاستقرار فقط بل التنمية. وثمن بشارة مسيرة مجلس التعاون الناجحة، معتبرا أنه نجح في المجالات السياسية والأمنية وكذلك التنموية، إضافة إلى أنه شكل حجر أساس في السياسة العربية وكذلك العالمية.