لا يزال عدد من أهالي طيبة الطيبة يتمسكون ببعض العادات والتقاليد القديمة، أبرزها «خطيب ومجيب»، اللذان ينشدان في الأعراس الحجازية، حينما يعود أهل العريس بعد اتمام مراسم عقد القران في الحرم النبوي إلى منزلهم، فيما يشرع في شراء مستلزمات عش الزوجية ويتركه عند البائع حتى لا يزدحم منزل والده. محمد عبدالرحمن الحربي يقول: «تميزت عادات الزواج وطقوسه بالمدينةالمنورة قديما بالبساطة والمودة عكس الفترة الحالية، فيما اندثرت بعض العادات باستثناء الفكلور الشعبي «خطيب ومجيب» الذي يعد صفة في حفلات الزواج، فكان زواج الفتيات من سن الرابعة عشرة، أما الشبان فكانوا يتزوجون في السابعة أو الثامنة عشرة عكس الفترة الحالية، حيث يصل عمر الشباب (30) عما ولم يتزوج نظرا للتكاليف المادية للزواج». وأضاف: «:كان الزواج قديما يتركز بين الأقارب، أما الاحتفالات والأفراح فكانت تقام في الحوش وإن كان قد ظهر قديما بعض قاعات الأفراح وكان إيجار الليلة فيها لا يتجاوز المائة والخمسين ريالا، أما في الأحواش فكان يشارك جميع من فيه، حيث تفتح البيوت لاستقبال المعازيم ليصبح الحوش بأكمله بيتا واحدا، كما كانت تستأجر الأتاريك والفوانيس التي تعمل بالغاز لمزيد من إضاءة الحوش». من جانبه، يقول عبدالرحمن حادي: «عندما يخطب الشباب يأخذون وقتا طويلا لاستكمال إجراءات الزواج عكس ما كان متبعا في الماضي لدى بعض الأسر، حيث كانت تقوم النساء بخطبة العروس لابنهن وبعد ذلك وإيذانا بالموافقة يأتي الرجال لاتمام مراسم الخطبة رسميا بعدها يتم عقد القران، وغالبا ومازال إلى الآن يفضل بعض أهالي طيبة الطيبة إتمامه في الحرم النبوي وفي ليلة الجمعة بعد صلاة المغرب، أو العشاء». وتابع: «عند عودة أهل العريس من الحرم يستقبلون بلون فلكلوري يسمى «الخطيب والمجيب» وما زال البعض يصرون عليه في حفلات عقد القران، فيما يشرع في شراء مستلزمات عش الزوجية ويتركه عند البائع حتى لا يزدحم منزل والده فقد كنا نعيش في بيوت صغيرة متواضعة». وأمضى قائلا: «وفي الليلة التي تسبق الزواج، يهب جميع الشباب أصدقاء العريس أو أقاربه إلى الحوش لإحضار فرش العروس، فكان يدخل الشباب كل واحد منهم يحمل شيئا من فراش الزوجية ويمشون صفا كالقطار ويدخلون به إلى الحوش، وهناك تسمع غطاريف النساء وترمى الحلوى من شبابيك البيوت وترى البهجة والفرحة ترتسم على وجوه الصغار والكبار وتعلو أصوات التهاني والتبريكات».