لأول مرة أسمع نور يغني بشوق ولهفة وهمس يغني بحرقة مرددا تفاصيل البعد والعشق الحب والوفاء في أغنيات «البدر» .. يغني وقد فهم المعنى الحقيقي لتلك المفردات وأغرقه الحنين «جمرة غضى .. أضمها بكفي أبي الدفا لو تحترق كفي» يغني للعميد .. عشقه العنيد «جيتك من الإعصار جفني المطر والنار» كاسرا كل القيود من أجل الاتحاد الذي رسم فيه حكاية عشق فاخرة وكلاهما ينتظر الوصال «والله الجفا برد وقل الوفاء برد والموعد المهجور ماينبت الورد .. ياحبي المغرور ياللي دفاك شعور رد القمر «للنور» .. وأحلى العمر في وعد .. يا أول الحب .. شفتك أنا مرة ويا أعذب الحب .. عشتك أنا مرة وأهديت لك قلب .. ورديت لي جمرة.. من يومها كان الرحيل ليل الشتا القاسي الطويل» وآه يالحنين لليل باب له حارسين برد وسحاب.. *** عاد نور لأنه يريد «الدفا» عاد .. لأنه يعرف جيدا بأن الاتحاد مختلف .. عاد .. لأنه أدرك أن «الدفا» لا يوجد إلا في العميد.. وعاد لأنه يجب أن يعود ولأنه لمس بأن الجفا برد وقل الوفا برد .. وأن الموعد المهجور لن ينبت الورد.. عاد لعشقه مناديا: ياحبي المغرور .. ياللي دفاك شعور رد القمر للنور.. وباقي العمر في وعد مدركا أن أيامه وحلاوتها لابد أن تنتهي معاً ! لأن القمر يغني للنور ولأنه الحب الأول .. ولهذا لم ولن ينسى وذلك هو الحب الحقيقي.. ولهذا توقف أبو نورة عفوا أبو نوران عند هذا البيت يا أول الحب شفتك أنا مرة ويا أعذب الحب .. عشتك أنا مرة واختتمها بالرحيل القاسي الطويل حتى وإن كان عاما لكنه في عيون نور وعشاقه أعوام وأعوام.. إنه الحنين .. للعشق والمكان!! *** نور .. خرج من الاتحاد بشكل محزن ولذلك يجب أن يعود بشكل مختلف.. وأتمنى أن يكون خروجه القادم يليق به أسطورة تحمل على الأعناق .. فالقادم حتى وإن كانا عاما لكنه سيكون مختلفا .. وهنا لابد أن يعي نور بأن الاتحاد «غير» وبأنه مطالب بضعف ما كان يقدمه لهذا العميد الذي قدم نور وغيره.. *** بكى نور وأبكى معه جميع الاتحاديين مرتين .. الأولى بعد خسارة نهائي آسيا أمام بوهانج .. والثانية في شارع عبدالمقصود خوجة وتحديدا بعد خروجه من بوابة منزل منصور بعد المخالصة.. القروني .. الطموح ها هو إبراهيم البلوي يجدد للقروني عاما آخر!! بعد بحجة الوصول لدور الثمانية في آسيا وكأنما ذلك منتهى الطموح .. نعم .. القروني لم يقصر وهذه إمكانياته لكن إمكانيات الاتحاد أكبر وسقف طموحات أنصاره أعلى .. بعد ميتسو ويوردانسكو وغيره.. وغيرهم أصبح القروني ضالة الاتحاد .. عجبي!! وللعلم والتذكير - القروني هو من أهدى البطولة للنصر بتشكيلته الغريبة!! - القروني هو منح نجران حق البقاء في جميل بأداء غير «جميل» في نهاية الدوري - الفروني هو من أهل الأهلي لنهائي الجوهرة.. بطل التكديس نعم طموح الاتحاد توقف عن الركض وعن التتابع والمسافات الطويلة والقصيرة .. فبعد أن كان العميد بطل التكديس الذي جلب له البطولات استنسخ النصراويون الأمر في نصر 2013 والآن يكررها أهلي 2014 حتى وإن كان هذا الاختيار بدون استشارة المدرب صاحب الحاجة .. وأذكر أنه في ذلك الوقت صدر أمر بمنع التعاقد مع اكثر من لاعبين في الموسم والسبب «الاتحاد» العاجز حاليا عن التحرك. فها هو يقبل بعد أن كان يرفض المسافة والسور والباب والحارس.. عموما .. قادم الاتحاد لا يبشر بالخير وأتمنى أن أكون جانبت الصواب لكنها الحقيقة وإن أغضبتهم.. لحظة: لو ان كلن ينال مناه بذراعه خذيت حقي من أقصاها ودانيها..