يحرص القادة الإيجابيون على تحفيز العاملين، ومشاركتهم في بناء خطط وأهداف المنظمة، والتعاون لتنفيذها، بما يسهم في التحول من الممارسات التقليدية إلى الممارسات الإبداعية. وفي المقابل؛ فإنّ هناك قادة يقتلون الإبداع، وهم في الحقيقة مجرد مديرين ينفذون ما يوكل إليهم من مهام، وليس لديهم قناعة بأهمية تبني المبدعين ودعمهم لخدمة المؤسسة. ويشير خبير تنمية المهارات القيادية والتنسيق التنظيمي Edgar Papk إلى أن قادة المنظمات قد يعمدون لوضع العقبات أمام إبداع مرؤوسيهم، إما لجهلهم، أو عدم قناعتهم بأن المنظمة لتكون ناجحة، يجب أن تكون مبتكرة، وذلك لأن القدرة على التعبير عن الأفكار علنا يعد أحد مفاتيح النجاح لأي منظمة. كما أن قتل التفكير الإبداعي والنقدي للموظفين له آثار سلبية على ثقافة المؤسسة وقدرتها على المنافسة قد تمتد لأمد طويل. ويضيف Papk بأن من سلوكيات القادة التي تسهم في إحباط المبدعين؛ عدم قدرة القائد على الاستماع الجيد، والمشاركة وتبادل الأفكار مع الآخرين، وبالتالي منع الحوار غير الرسمي خلال الاجتماعات، والذي يمكن توظيفه بفعالية لتحفيز التفكير الإبداعي والنقدي المطلوب لحل المشاكل. وكذلك حرص القادة على نسبة الأفكار الإبداعية لهم دون مشاركتها مع العاملين، وغني عن القول فإن ذلك سيسهم في تقليل الدافعية لدى العاملين لتقديم إبداعات تنسب لغيرهم! إضافة إلى فشل القائد في تحفيز العاملين لتقديم أفكار خلاقة تتواءم مع أهداف المنظمة وخططها الاستراتيجية، وتعود بالنفع على جميع المستفيدين، وأصحاب العلاقة. ويقترح Papk عددا من الإجراءات التي يمكن أن تساعد على تغيير تصرفات القادة والاستفادة من إبداعات الآخرين بشكل أفضل. لعل من أهمها: - التركيز على تحسين مهارات الاستماع للمرؤوسين، والقدرة على طرح الاستفسارات، والانفتاح على آرائهم ومقترحاتهم، وعدم استخدام الأسئلة بهدف انتقادهم. - تطوير قدرتهم على الإيثار، والتغلب على رغبتهم في السيطرة والسعي لامتلاك كل فكرة جديدة، ونسبتها إليهم. - تشجيع الإبداع بوصفه جانبا أساسيا من جوانب رؤية المنظمة واستراتيجيتها وأهدافها، وأحد العوامل المهمة لنجاحها. - توظيف الاجتماعات غير الرسمية لتبادل الأفكار دون قيود، والاستفادة منها كوسيلة لمناقشة المشكلات، واقتراح الحلول الإبداعية. * كلمة أخيرة: الخيال أهم من المعرفة. (البرت اينشتاين).