قال الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي والمحلل السياسي فضل البوعينين في تصريح ل«عكاظ» ان التحديات التي تحيط بالامن والاستقرار في الخليج تدفع الى التحرك لوضع استراتيجيات مشتركة وموحدة تتصدى للمخاطر التي قد تنتج من الاضطرابات الاقليمية التي تشهدها المنطقة مؤكدين في هذا الاتجاه على اهمية ما اعلنته الرياض وابوظبي امس من انشاء لجنة مشتركة توحد الجهود نحو تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك. وتحدث الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي قائلا إن هذه الخطوة قد تقود إلى اتحاد من نوع ما، مضيفا أن أي تجمع اقليمي يحتاج إلى نواة قوية وبحكم الموقع الجغرافي والتاريخي بين البلدين والحدود المشتركة كان لا بد من التحرك ضمن استراتيجية واضحة المعالم بحيث يمكن توجيه موارد البلدين نحو إطار موحد لمواجهة المخاطر التي تحيط بالمنطقة من كل جانب. وأشار الدكتور التواتي إلى أن القضية أصبحت واضحة للعيان بأن الجبهة الشمالية التي تطل عليها العراق وبحكم الاحداث الجارية من تكرار تنصيب حكومة المالكي الطائفية والتي أصبحت تدار بشكل فاضح من قبل طهران، وهناك الجبهة الجنوبية التي بدأ فيها الحوثيون المدعومون بشكل مباشر من إيران بالتحرك صوب العاصمة صنعاء لاحتلالها والسيطرة عليها لفرض أمر واقع، في خطة مرسومة ومجدولة لإثارة القلاقل مستهدفة المملكة ودول الخليج بشكل خاص ومباشر. ولا ننسى أن الوضع في سوريا ينحدر من سيئ إلى أسوأ. وقال «نحن بحاجة إلى توحيد الصف لمواجهة الاخطار المحيطة ولا بد من تشكيل كتلة خليجية تتخطى مبدأ التعاون إلى الاتحاد حتى يكون عنصر التفاوض قويا مع التكتلات والكيانات والدول الاخرى». وألمح إلى أن تكوين استراتيجية موحدة بين المملكة والامارات يعطي غطاء لاتحاد من نوع ما، سيشجع الدول الخليجية الاخرى التي لها تحفظات إلى الانضمام إلى هذا الاتحاد ومن ثم تطويره واكتماله ليصبح اتحادا خليجيا متكاملا وقويا يساهم في تعزيزه امنيا وعسكريا. ومن جانبه، أكد المحلل السياسي فضل البوعينين أن العلاقات الاستراتيجية هي ما تحتاجه دول الخليج العربي. فمجلس التعاون وبرغم عمره الطويل الا أنه لم يستطع حتى الآن التقدم نحو مرحلة من الاتحاد الكلي وفق استراتيجية موحدة يلتزم بها الأعضاء، بل ان الأمر أصبح أكثر خطورة بعد الأحداث الأخيرة التي كادت تعصف ببعض دول المنطقة، والجهود السعودية دعمت بشكل عاجل حماية المنطقة من التداعيات الأمنية الموجهة لزعزعة استقرار بعض الدول الخليجية والعربية، أضف الى ذلك اختلاف الرؤى الاستراتيجية حيال القضايا العربية الرئيسية. وأشار البوعينين الى أن التنسيق الاستراتيجي بين المملكة والإمارات غاية في الأهمية لتحقيق أمن الخليج واستقراره ودعم الدول العربية الفاعلة، مشددا في الوقت ذاته على أن الاتفاق على إنشاء لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، سيسهم في توحيد الرؤى الاستراتيجية والخطوات التنفيذية الكفيلة بإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والدول العربية، وسيساعد في دعم الجهود المبذولة لتحقيق الاتحاد الخليجي وإن ارتبط بثلاث دول في مرحلته الأولى، لافتا الى أن المملكة والإمارات لهما الثقل الأكبر اقتصاديا وسياسيا في المنطقة وتوحدهما من خلال لجنة عليا سيكون له كبير الأثر على أمن واستقرار المنطقة وتنميتها اقتصاديا، وسيقود لإنشاء كيان وحدوي متماسك نحن في أمس الحاجة له.