أكد مراقبون سعوديون أنه حان الوقت للانتقال من صيغة التعاون إلى الاتحاد الخليجي وفق الاقتراح الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الرياض الخليجية في ديسمبر العام الماضي. وقالوا في تصريحات ل «عكاظ» إن القمة التشاورية التي ستعقد الاثنين المقبل ستعطي أولوية قصوى لهذا الموضوع الذي أصبح من الضرورات الاستراتيجية للحفاظ على أمن واستقرار الخليج. وأكد الخبير السياسي والاستراتيجي الدكتور علي التواتي أن القمة التشاورية يمكن أن تعتبر قمة استثنائية، لحجم المخاطر الأمنية التي تحيط بدول الخليج العربي من جميع الاتجاهات حتى أصبحنا جزيرة وسط بحر من الاضطرابات. وأوضح أن التهديد الأول هو احتمال نشوب نزاع مسلح بين أمريكا وحلفائها مع إيران وتأثير هذا النزاع على دول الخليج بشكل مباشر. وكذلك تصاعد إنتاج النفط من دول خارج منظمة أوبك حيث بدأ ذلك يضعف الطلب العالمي على النفط من داخل المنظمة. وأكد أنه من المهم تذليل العقبات التي تقف أمام اتحاد خليجي مكتمل. وأولى الخطوات تأتي من أهمية توحيد العملة الخليجية، وتوحيد الأنظمة والقوانين والتعريفات. وتشكيل الاتحاد الجمركي والذي يعتبر حجر الزاوية في التحرك نحو المستوى الاقتصادي لإنشاء سوق خليجية مشتركة تكون إحدى الركائز الأساسية لإنشاء اتحاد خليجي. ومن المتوقع أن نسمع عن ترتيبات معينة لبدء أولى الخطوات العملية لاستكمال الاتحاد الخليجي. من جانبه، أوضح المراقب السياسي الدكتور أنور عشقي أن أهمية انعقاد القمة التشاورية تأتي في ظل ظروف حتمية تعيشها المنطقة والعالم، وإلى التغيرات السياسية التي شهدتها دول المنطقة العربية والدولية. وأشار إلى التحديات التي تواجه دول الخليج سياسيا واقتصاديا في المرحلة القادمة وقال إن الاتحاد سوف يمكن دول الخليج من تكوين كتلة سياسية عسكرية اقتصادية مهمة ولها ثقلها في الموازين الدولية. وأكد عشقي أن قادة دول المجلس يدركون أهمية هذه القمة وسيعملون كل ما في وسعهم لتذليل كل العقبات الممكنة في سبيل تحقيق أهداف الاتحاد الخليجي. وتوقع أن تصدر عن القمة قرارات مصيرية مهمة ستكون هي أولى اللبنات في بناء اتحاد خليجي عربي قوي.