عنوان المقال يمثل شعارا رفعه المواطن علي معتبي من مدينة جازان الحبيبة، وهو عبارة عن مشروع وطني يستهدف رصد جميع الحفر وتشوهات الطرق، وتجمعات المياه، والتسلخات الإسفلتية وغيرها من العوارض الكثيرة والخطيرة التي تتسع كلما اتسعت المناقصات والمشاريع. هذا المشروع قام تحت أمرين أو داعيين رئيسيين، الأول: المعاناة التي يجدها أبناء المنطقة من كثرة الحفر وخطورتها، والثاني: تحجج البلديات بعدم العلم عن كثير من التلفيات الحاصلة. أي بمعنى أن المشروع في أوله وآخره يستهدف إيصال المعلومة إلى المسؤول بشكل مباشر. طبعا لا أظن أحدا يناقش في مثالية الفكرة ونبل الهدف وفائدته الراجعة على كل من يذرع الشوارع صباح مساء، ولكن في المقابل نحن أمام واقع تدور فيه عجلات المقاولين طوال السنة، وتعلن الميزانيات الكبيرة في سبيل البنى التحتية وبناء الطرق بشكل مستمر، وترميمها تبعا لذلك، طرقات قد تمت تهيئتها سابقا، ويعاد بناء الشوارع بذات العمل الأول، يصاحب كل هذا الحراك دوي المعدات ليلا ونهارا لمن ألقى السمع، وازدحام الطرقات وضيق الشوارع لكل ذي عينين. مما يجعلني أدرك أن مشروع مالكم عذر، سيوصل مشكورا الصوت الواصل، عما تتركه مثل هذه المشاريع المرتبكة على الأرض ظاهرا وباطنا، وحينذاك يأتي السؤال الأهم: ماذا بعد؟.. بالأمس غرقت مكة، وتكبد أهلها خسائر كثيرة، وقبلها مدينة جدة.. وبعيدا عن الملفات المفتوحة تبعا لهذه النازلة، مازالت المشاريع بالخارج تعمل على قدم وساق، مازالت التحويلات والشرائط التحذيرية والحفريات تقف شاخصة في الشوارع، مازال المشهد الذي كان قبل المطر هو ذاته بعد المطر، باستثناء فاصل التوقف الاضطراري حين هطول السماء؛ وذلك لتصوير المتضررين والمستغيثين والمنكوبين، وتنظيم اصطفافهم بعد ذلك على أبواب اللجان.