أنا أم وضعت مولودي الأول قبل أسابيع، وألاحظ بأن عينه رطبة وتحتوي على إفرازات، بالإضافة إلى فرط سيل الدموع، كيف يمكنني التعامل مع هذه المشكلة؟ تنجم هذه الظاهرة عن انسداد القناة الدمعية عند الطفل، ويصحبها إفرازات قيحية، إضافة إلى ما أشرتِ إليه من غزارة سيل الدموع، وهي تشمل حوالي 5% من الأطفال، ومن الممكن أن تظهر في عين واحدة أو كليهما. ويتم تصريف الدمع عبر مسامات توجد في الطرفين السفلي والعلوي لجفن العين القريب من الأنف ثم تتجه عبر قنوات صغيرة وتصب في كيس صغير يوجد بالقرب من الأنف يطلق عليه "كيس الدمع" ومن هناك يتم تصريف الدمع عبر قناة أخرى إلى الأنف. غالباً ما تكون القناة المسدودة هي تلك التي تصل بين كيس الدمع والأنف والتي بدورها تؤدي إلى امتلاء كيس الدمع الذي لا يمكن تصريفه، فتجد الجراثيم مكاناً خصباً للتكاثر، مما يؤدي إلى التهاب الكيس الدمعي. يمكن تشخيص الأطفال الذين يعانون انسداداً في القناة الدمعية من خلال عيونهم التي تظهر عليها الرطوبة والإفرازات القيحية، بالإضافة إلى تهيج جلدي حول العين بسبب سيلان الدموع على هذه المنطقة. لحسن الحظ أن 95% من الأطفال الذين يعانون من انسداد القنوات الدمعية يشفون تماماً بشكل تلقائي، إذ يتضاءل الانسداد بشكل طبيعي مع نمو الطفل، لذا فإنه يجب على الأهل في المراحل الأولى القيام بعدة خطوات للحفاظ على نظافة العين والانتظار من 9 شهور إلى 12 شهراً. أولاً: يجب تنظيف العين من الإفرازات القيحية بواسطة قطعة من القماش نظيفة ومبللة بماء دافئ. ثانياً: تدليك المنطقة التي يقع فيها كيس الدمع بلطف لكي يتم فتح الانسداد وتصريف الجراثيم. إذا لم يتم فتح القنوات الدمعية خلال 12 شهراً، فإنه يفضل زيارة طبيب العيون لفتح القنوات جراحياً (وهي عملية بسيطة تجرى في غرفة العمليات بعد تخدير الطفل). كان الأطباء سابقاً يستخدمون أنبوب صغير مصنوع من المعدن لفتح الانسداد، أما الآن فإنهم يستخدم أنبوباً يحتوي على بالون صغير يساعد في فتح القنوات الدمعية، وعند قيام الطبيب بالنفخ يتم توسيع الانسداد. نسبة نجاح هذه العملية تصل إلى 95% بغض النظر عن عمر الطفل. د. تمام الفتوى استشاري مشارك طب العيون مركز طب وجراحة العيون مستشفى المركز الطبي الدولي