يتم تصريف الدمع من العين إلى الأنف عن طريق القنوات الدمعية الأنفية، والتي تبدأ بفتحتين واحدة في الجفن العلوي والأخرى في الجفن السفلي. وبعد دخول الدمع من خلال هذه الفتحات يمر من خلال قنيات دمعية ليصل الى الكيس الدمعي الواقع في الجزء الأمامي الداخلي لمحجر العين. ثم يواصل الدمع رحلته ويصل إلى الأنف عن طريق القناة الدمعية الأنفية الواقعة في الجدار الخارجي للأنف. عدم اكتمال تكون التجويف في القناة الدمعية الأنفية خلال الشهرين الأخيرين من الحمل هو السبب الرئيس لانسداد القناة الدمعية عند غالبية الأطفال. وعدم تكون القنيات الدمعية أو فتحات القنيات الدمعية نتيجة لعيب خلقي هي أسباب أخرى نادرة الحدوث لانسداد مجرى الدمع عند الأطفال. انسداد القناة الدمعية عند الأطفال يصيب 2 إلى 4 في المائة من المواليد، ولله الحمد الغالبية العظمى منهم يتحسن تلقائيا خلال الأشهر الأولى من العمر. أهم أعراض انسداد القناة الدمعية عندالأطفال هو خروج الدمع من العين على الخد بصورة مستمرة مما يؤدي إلى إثارة الجلد بالإضافة إلى افرازات متواصلة في العين المصابة. انسداد القناة الدمعية الأنفية قد يؤدي إلى التهاب بكتيري حاد وتجمع صديد في الكيس الدمعي، وهذا الاتهاب إذا لم يعالج بالطريقة المناسبة فقد ينتقل إلى داخل محجر العين.الغشاء المسبب لانسداد القناة الدمعية الأنفية ينفتح تلقائيًا خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل، وينصح بعمل مساج للكيس الدمعي للمساعدة لفتح الغشاء خلال هذه الفترة. واحتمال زوال هذا الغشاء تلقائياَ يكون ضئيلاً بعد عمر الستة أشهر، وعندها يفضل التدخل الجراحي لفتح هذا الغشاء. وكلما كان التدخل الجراحي في عمر مبكر كان نسبة نجاح العملية أكبر. أما الأسباب الأخرى لانسداد مجرى الدمع عند الأطفال كعدم تكون القنيات الدمعية أو فتحات القنيات الدمعية نتيجة لعيب خلقي فتحتاج إلى تدخل جراحي لعلاجها. د. عادل بن حمد السحيباني - استشاري وأستاذ مساعد - مركز الأعمال - م م ع ج