قال خبيران سياسان ليبيان، إن الأوضاع في ليبيا باتت خارج السيطرة وأن الميلشيات تتحكم في كل شيء، ويضاف لكل ذلك انتهازية جماعة الإخوان المسلمين الليبية التي تحاول تعميق الفوضى حتى تظهر على الساحة كبديل لتحقيق الاستقرار. وقال الدكتور محمود عز العرب الأستاذ في جامعة طرابلس الليبية ل«عكاظ»، إن ليبيا باتت الآن شبة دولة لضعف المؤسسات الرسمية أمام سلطات أصحاب الميلشيات والمتشددين دينيا. وقال: إن حديث رئيس الوزراء الليبي حول قيام طيار بطائرته والإغارة على مدينة بنغازي دون قرار من الحكومة أو رئيس أركان القوات الجوية أو رئيس أركان الجيش، إنما يؤكد أن ليبيا دخلت عصر الفوضى الحقيقية، واتهم عز العرب حلف الناتو والدول الغربية بعدم الأخلاق، وقال: كيف يمكن إسقاط نظام ويعلمون تماما أن سلاح هذا النظام سوف يذهب للميلشيات والمرتزقة والمتشددين ويتركونه دون جمع هذا السلاح في يد الدولة؟. وعبر عز العرب عن تشاؤمه بخروج ليبيا قريبا من مستنقع العنف والإرهاب وغياب الدولة، وقال: طالما السلاح في يد الميلشيات فإن السياسة الليبية سوف تتسم بالارتجالية وعدم الاستقرار والبحث عن المصالح الشخصية والفئوية والجهوية دون العمل على مصلحة ليبيا الدولة، لافتا إلى أن ما حدث في ليبيا من هجوم على قوات 17 فبراير إنما ينذر بتقسيم ليبيا إلى شرق وغرب، لافتا إلى أن المجموع الكلي للشعب الليبي يرفض التقسيم لكن السياسيين وجماعة الإخوان المسلمين والميلشيات تعمل على تعميق مفهوم اللا دولة. بدوره، قال ناصح الأمين عضو المجلس الوطني الليبي السابق، إن ليبيا على المحك الآن، إما تصبح دولة قوية ومزدهرة أو تتحول لمصير الصومال من التشتت والتفتت وشيوع الفوضى لسنوات. وقال ل«عكاظ» من بنغازي، إن الهجوم على كتيبة 17 فبراير ودخول أكثر من 120 آلية لبنغازي، مؤشر على بدء مرحلة جديدة من الفوضى في ليبيا، داعيا رئيس الوزراء إلى الاستقالة لأنه لا يعلم بأن طائرة من طرابلس تطلق 5 صواريخ على بنغازي وتقتل وتصيب العشرات. وشدد على أن الخروج من هذه الأزمة يقتضي مساعدة خارجية من دول العالم ومن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، بمساعدة الدولة الليبية على بناء المؤسسات ودعم الجيش والشرطة الوطنية، وجمع السلاح الثقيل من الميلشيات مع ضبط الحدود ووضع آليات لوقف الفساد وتحقيق مصالحة وطنية بين الثوار وكل أبناء ليبيا، مشددا على أن التراضي والعيش تحت مظلة الدولة الليبية هو المخرج الوحيد للأزمة الليبية الحالية. من جهته، أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، تصميمه على مواصلة عمليته ضد «المجموعات الإرهابية» في بنغازي غداة اشتباكات في المدينة الواقعة شرقا، التي أسفرت عن سقوط 24 قتيلا. وقال حفتر لقناة ليبيا أولا، إن العملية ستستمر حتى تطهير بنغازي من الإرهابيين.