يعيش الشاب موسى عمر عقيل عزلة بين أربعة جدران داخل غرفة مستأجرة لا تتعدى الثلاثة أمتار منذ 12 عاما، إثر إصابته بشلل رباعي بسبب حادث مروري وقع له على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي القنفذة وصبيا. وأوضح موسى الذي نال عددا من الشهادات التقديرية لحفظه القرآن الكريم إنه ذهب بعد تخرجه من الثانوية بتفوق لحضور إحدى المناسبات قرب محافظة صبيا، مع زملائه، وأثناء مغادرتهم تعرضوا لحادث انقلاب المركبة، أصابه بتهتك في الحبل الشوكي، وما فاقم معاناته نقله من قبل رجال الإسعاف للمستشفى بطريقة خاطئة، وأدى ذلك إلى إصابته بشلل تام. وبين أنه بعد فحوصات عدة طلب الأطباء تحويله لأحد المراكز المتطورة بالرياض أو خارج المملكة لكن عدم وجود مطار بالقنفذة فاقم المشكلة فالمواعيد بالمستشفيات متباعدة حيث يحتاج للسفر برا لمدينة جدة الأمر الذي يجد فيه صعوبة وآلاما مبرحة فضلا عن عدم قدرته دفع تكاليف السكن سواء بجدة أو الرياض وكذلك عدم قدرته المادية على دفع أجرة المركبة من القنفذة إلى جدة. وقال موسى ل«عكاظ»: أعيش في عزلة تامة كما تشاهد فغرفتي بالكاد تكفيني فضلا عن حاجتي لمن يعولني في زمن لم يعد أحد يلتفت لأحد، لافتا إلى أنه يعجز عن دفع تكاليف الأدوية المسكنة في كثير من الأحيان، موضحا أن المبلغ الذي يصرف له من قبل الشؤون الاجتماعية لا يكفي لشراء الأدوية. وذكر أنه يحتاج عند مراجعته للمستشفى لمن يدفع كرسيه المتحرك، وذلك لعجزه التام، ملمحا إلى أنه يحلم كأي شاب بإكمال دراسته وخدمة وطنه وتكوين عائلة ولكن كل تلك الأحلام متوقفة حتى تتحسن حالته. وأوضح: ذهبت لأحد المراكز المتخصصة في التأهيل بجدة، إلا أنهم طلبوا مني مبلغا مقدما لبدء العلاج التأهيلي يتجاوز 100 ألف ريال في الشهرين، لافتا إلى أنه عاد دون تلقي العلاج لأنه لا يملك ذلك المبلغ.