تستقطب الأسواق الشعبية في النعيرية خصوصا السوق النسائي، المتبضعين من أنحاء المملكة ودول الخليج كافة، إضافة إلى السياح من القادمين من أوروبا وشرق آسيا، من خلال المقتنيات التراثية، والمشغولات والأواني والمأكولات. وعلى الرغم من الإقبال الكثيف الذي يحظى به السوق النسائي لاحتوائه على أكثر من 50 متجرا، إلا أن جميعها متهالك مشيد بصناديق وعشش بدائية، تفتقد للماء والكهرباء، ما يجعل الظلام يخيم على المكان بغروب الشمس. وقالت البائعة أم سعود: «نحن نحافظ على موروث الآباء والأجداد بمجهودات فردية ولا نجد أي دعم نهائيا بل أننا نتعرض للضرر والخسائر بسبب أن محلاتنا كلها عبارة عن صناديق وعشاش وتفتقد لأبسط الضروريات مثل الكهرباء أو حتى إنارة الساحات أمام محلاتنا». وتشاطر أم محمد زميلتها أم سعود، مشيرة إلى أنه جرى نقلهن من وسط المحافظة إلى مكان يحتضن الصنادق والعشش، ويفتقد لأبسط مقومات الحياة، موضحة أنهن يشيدن صنادق بجهود ذاتية. وبينت أم محمد أن معاناتهن تتفاقم بهطول الأمطار، حيث تنتشر المستنقعات حولهن، وتصدر لهن الأوبئة والروائح الكريهة والحشرات، ملمحة إلى أنهن لا يجدن الدعم والمساندة، على الرغم من مجهوداتهن في دعم السياحة والمحافظة على التراث والموروث الشعبي بكافة أشكاله من مشغولات ومأكولات وغيرها. ولا تزال ذاكرة أم محمد تحتفظ بأحداث الحريق الهائل الذي اجتاح السوق، وأتى على سلعهن وكبدهن خسائر فادحة، مبينة أنهن لم يحصلن على أي تعويض. من جهتها، أكدت البائعة أم ناصر أن غالبية البائعات يعلن أسرا كبيرة من خلال محلاتهن البدائية، متمنية أن يحظى السوق باهتمام الجهات المعنية، مطالبة بتسوية المكان وتوسعته وإنارته. وقالت: «نخشى أن يبنى الموقع الجديد الذي وعدتنا به البلدية ويتم تسليمه لمستثمر فيثقل كواهلنا بإجارات لا نستطع دفعها، نحن نتمنى أن يتم بناء المحلات وتسليمها لنا بدون مقابل لأن ما نحافظ عليه من موروث هو ثروة وطنية». وبينت إحدى البائعات سوق النعيرية النسائي الشعبي من أقدم أسواق المنطقة، فقد بدأ منذ بداية نشأت النعيرية قبل عشرات السنين، ويباع في السوق المنتوجات الحيوانية مثل الأقط والسمن والزبد، كما أنه يباع فيه القرب والعكاك والصميل المصنعة من جلود الأغنام، وكذلك تجد في هذا السوق المشغولات اليدوية المزخرفة، وكذلك السدو، وكذلك شمائل وجنائب الإبل والشداد واكسسوارات تزيين الإبل، مشيرة إلى أن جميع تلك المنتجات تصنع بأيدي البائعات. في المقابل، أفاد رئيس بلدية محافظة النعيرية سعيد بن محمد شويل أن البلدية انتهت من عمل تصميم لمشروع السوق الشعبي بالمحافظة، والذي سيكون معلما تجاريا وسياحيا يخدم محافظة النعيرية والزائرين، مرجعا أهمية السوق إلى وقوعه في النعيرية التي تمتاز بموقع استراتيجي يربط بين أجزاء من المنطقة الشرقية والعاصمة الرياض ودول الخليج. وبين ابن شويل أن السوق الجديد يحتوي على 98 محلا وخصص فيه أماكن لدورات المياه للرجال والنساء ومواقع استثمارية لمطعم وسوبر ماركت وصرافات آلية ومواقف للسيارات لخدمة السوق ومرتادية، وتبلغ المساحة الإجمالية للسوق 22 ألف متر مربع، فيما تبلغ مساحة المحل الواحد 33 متر مربع، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى 3 ملايين ريال. وأكد شويل أن الهدف من إنشاء السوق يأتي لتوفير المكان الملائم للأسر المنتجة وإيجاد بيئة مناسبة لها، لافتا إلى أن السوق الجديد سيسهم في زيادة المبيعات والحركة التجارية في السوق، خاصة أن السوق الحالي يعد من أكبر الأسواق الشعبية على مستوى الخليج وأقدمها حيث يقام منذ عشرات السنين.