الكل ينظر إلى رجال الجمارك على أنهم جنود في الخفاء يؤدون مهام متعددة أهمها على الإطلاق مهمة حماية الوطن من مهربي المخدرات. تتكامل جهود هذا الجهاز مع جهود الأجهزة الأمنية المختصة للتصدي لكل مهربي السموم. بعيدا عن صخب الإعلام، تتولى إدارات الجمارك في منافذ المملكة مهمة بطولية إذ أخذت على عاتقها مسؤولية حماية الوطن من هذه السموم. وما بين وحدة التحريات للإرساليات والمركبات ووحدة التحريات للمسافرين القادمين والمغادرين ووحدة التوثيق تبرز اليقظة الأمنية لرجال الجمارك من خلال مهمة رصد وكشف وضبط من يحاولون بث سمومهم في شرايين الوطن. وحدات مختصة في الجمارك تتبادل المعلومات منها إدارة التحري والضبط التي تقوم بمهمة التحري في المنافذ الجمركية (البرية، الجوية، البحرية) لكشف أساليب التهريب من خلال تحديد الركاب والشحنات الأعلى خطورة والتركيز عليها.. فضلا عن برنامج الوسائل الحية (الكلاب البوليسية) التي تستخدم كوسيلة مساندة في أعمال المراقبة. مشاهد كثيرة يواجهها رجال الجمارك في حالات الرصد والقبض وكشف أنواع وطرق التهريب التي يحاول المجرمون ابتكارها وتتصدى الجمارك لها بمهارة مع أن المهربين لا يتورعون عن ابتكار وسائل عديدة لإيصال ونقل سمومهم المخدرة.. تارة يتم ضبط المخدرات في مصاحف وتارة في معلبات وعبوات حليب في حين يتم حشو المخدرات أحيانا في الأسماك أو ألعاب الأطفال وفي الخشب والحديد المجوف فضلا عن استخدام بعض المهربين أحشائهم. هذه المشاهد لتهريب السموم بأنواعها تتنوع وتتغير وتتطور وهي مشاهد تجاوزت الحدود من حملة الحرب المعلنة إلى حرب الإبادة.. إلا أن الجمارك وبالتكامل مع الأجهزة الأمنية الأخرى ستظل سورا مانعا يحمي الوطن من العابثين.