تعكس المشاهد التي تعيشها الجهات المختصة في حالات القبض على المروجين والمهربين حملة الاستهداف التي تتعرض لها المملكة بآفة المخدرات التي تصيب الانسان في مقتل، وتؤكد ذلك انواع وطرق التهريب التي يحاول المجرمون ابتكارها في حين تتصدى لها في المقابل الجهات المختصة لا سيما الامنية ممثلة في ادارة مكافحة المخدرات وحرس الحدود والجمارك وكافة الجهات ذات العلاقة. ولا يتورع المهربون والمروجون عن استخدام اي طريقة لايصال ونقل السموم المخدرة، فتارة يتم ضبط المخدرات في مصاحف كريمة وتارة في أغذية وفواكه مثل الكرز والطماطم والحبحب وتارة في المعلبات. ودلت تقارير الضبط على استخدام المهربين لعبوات حليب الاطفال والمعلبات الغذائية وحشوها بالمخدرات لتمريرها، في حين يتم حشو المخدرات احيانا في الاسماك وفي المركبات الغذائية والمعلبات وفي العاب الاطفال وفي الخشب المستورد والحديد المجوف وفي طفايات الحريق فضلا عن استخدام بعض المهربين احشاءهم من خلال وضع المخدرات في مغلف نايلون وابتلاعه عند وصوله للمملكة ومن ثم اخراجه عقب مرور الحدود وهو اسلوب يعد في قمة المخاطرة كون خروج المسحوق من المغلف يعني وفاة الشخص. ومن القصص المصورة التي اطلعت عليها «عكاظ» ضبط حبوب مخدرة داخل أشرطة لاصقة، واخرى في مواسير حديد وعصابات تستغل «مظهر العائلة» من خلال النساء والاطفال لتوزيع سمومها. ومن الطرق المتداولة التي تم رصدها أصابع مصنعة على شكل فحم داخل «شحنة فحم» وشحنة كرز وعنب معبأة بالمخدرات ووسيلة اخرى تمثلت في تهريب الهيريون داخل البطاريات وحشو سيارات فارهة بالمخدرات لمحاولة تضليل الاجهزة وإبعاد الشبهة، في حين ضبطت شحنة مخدرات في تروس حديد واخرى في صخور فضلا عن تهريب المخدرات بين طبقات الكرتون عقب تجويفه فضلا عن طرق عديدة وجديدة لا تخطر ببال أحد. ويقابل هذه الحيل والابتكارات ذكاء حاد وخبرات تراكمية يتمتع بها افراد الجهات التي ترصد ووتابع المخدرات واثبتت قدرة على ان كل طرق الجناة ستنكشف امامهم لا محالة. وتواجه الاجهزة انواعا كثيرة من المخدرات الا ان هناك ثلاثة أنواع تعد الأكثر تهريبا وترويجا وهي الكبتاجون والهيروين والحشيش. ويلجأ تجار المخدرات إلى استغلال الشحن السريع في نقل المخدرات، وبعض الأنواع ترسل إلى دول ثم تشحن في بضائع وترسل للمملكة. مشاهد تهريب هذه السموم بانواعها تجاوزت الحدود من حملة الاستهداف إلى الحرب المعلنة الى حرب الابادة، وحرب استنزاف الطاقات والموارد والمحصلة الاخيرة واحدة.. إصابة الوطن في مقتل.