روائح كريهة نفاذة وحشرات مختلفة، جعلت مواطني بلدية القطيف في حالة توجس دائم من انتشار الأمراض بينهم، بفعل النفايات التي ضاقت بها الحاويات وتدفقت في شوارع الأحياء دون أن تمارس شركات النظافة أعمالها المعتادة للتخلص منها، حيث أشار عدد من السكان إلى أن المناظر المشوهة التي تحاصر الكثير من الأحياء، مؤكدين غياب الرقابة من قبل الجهات المسؤولة على مقاولي النظافة، ما تسبب في وجود النفايات بشكل دائم في الحاويات وتحلل جزء منها وتحوله إلى مواد ضارة تسهم في انتشار الأمراض، مطالبين بلدية القطيف بضرورة فرض مزيد من الرقابة على المقاولين لإزالة تلك الأوساخ. ويقول عمران سعيد إن جولة سريعة على بعض الأحياة تكشف مدى تهاون الجهات المسؤولة مع مقاولي النظافة في إزالة النفايات من الحاويات أولا بأول، منوها إلى أن بعض الحاويات تعج بكميات كبيرة من الأكياس المملوءة بالنفايات، مبينا أن بعض الأحياء تواجه صعوبة كبيرة في التخلص من النفايات في الوقت المحدد لأن الشركات لا تقوم بعملها على الوجه الأكمل، مطالبا بضرورة تشديد الرقابة على مقاولي النظافة بما يسهم في إزالة الآثار الضارة الناجمة عن بقاء النفايات في الحاويات فترة طويلة. وفي ذات السياق، يرى محمد المنصور، أن عدم الالتزام بالطريقة المثالية في عملية رفع الحاويات للشاحنات يمثل مشكلة كبيرة، لاسيما وأن رفعها بطريقة بدائية يسهم في تسرب كميات من المياه والزيوت وغيرها من النفايات للطرقات مع تحولها بمرور الأيام إلى مخلفات غير قابلة للإزالة، وبالتالي تتلوث المنطقة بأكملها، محملا البلدية مسؤولية استمرار الوضع الراهن، خاصة وأنها تمتلك القدرة على تصحيح الأوضاع، من خلال استخدام الصلاحيات الممنوحة لديها في إجبار الشركة المتعاقدة على النظافة وإعادة الأمور لنطاقها الصحيح، بعد معاناة الأهالي لفترة طويلة. من جهته، أوضح عبدالكريم المحمود، أن تحلل النفايات وتحولها لمواد سامة شيء وارد، لأن بقاءها في الحاويات لفترة طويلة مع ارتفاع درجات الحرارة يعني تحللها، خاصة بقايا الأطعمة، وبالتالي تنبعث منها روائح كريهة جدا، إضافة إلى جلبها للحشرات الناقلة للأمراض وبقائها في الحاويات لفترات طويلة، طالما أنها وجدتها مرتعا خصبا لها. وأضاف «تسرب بعض الزيوت من الحاويات في الطرقات أمر شائع، ولا بد من التحرك السريع لمعالجة الوضع بما يسمح بالتخلص من الحاويات بطريقة سريعة، لا سيما وأن فصل الصيف شارف على الدخول وستكون درجات الحرارة مرتفعة، ما يعني أن مشكلة حقيقة ستواجه الكثير من قاطني الأحياء السكنية بانتشار الروائح الكريهة، فضلا عن تعرضهم للأمراض جراء انتشار الحشرات بجوار تلك الحاويات». إلى ذلك، أكد رئيس بلدية محافظة القطيف المهندس زياد مغربل، أنهم وجهوا الجهات المختصة من بلديات وإدارات بالتركيز على أعمال النظافة، إضافة للشركات التي تقدم خدمات النظافة وتوفير حاويات للمنشآت الخاصة المتعاقدة معها، بهدف رفعها أولا بأول تفاديا لبقائها لفترات طويلة وتشويهها للأحياء. وأردف، بلدية القطيف تولي أهمية بالغة لنظافة المواقع المحيطة بالحاويات، ولا تهملها على الإطلاق، كما أنها ستعمد لتطبيق الأنظمة للمخالفين وفق لائحة الجزاءات والغرامات البلدية، حرصا منها على صحة المواطن وتهيئة الأحياء السكنية بما يناسب العيش فيها، وسنلزم شركات النظافة للقيام بعملها على أكمل وجه.