باشرت ثلاث لجان ميدانية من الدفاع المدني أعمالها أمس لاستقبال المتضررين من السيول التي اجتاحت مكةالمكرمة الخميس الماضي والتي تستمر لمدة عشرين يوما في ثلاثة مواقع بالعاصمة المقدسة، اختيرت لتكون بعيدا عن المناطق المزدحمة، ولكونها قريبة من المناطق الأكثر تضررا، وهي: اللجنة الأولى بمقر وحدة الدفاع المدني بحي النورية على طريق المدينةالمنورة، واللجنة الثانية في وحدة الدفاع المدني بالمنطقة الصناعية بحي العمرة جوار مستشفى حراء العام، واللجنة الثالثة في الإسكان بحي الرصيفة. وبدأت اللجان في مرحلتها الأولى استقبال المتضررين وتسجيل بياناتهم وحصرها لرصد التلفيات الناجمة عن ذلك في فترتين صباحية ومسائية. وأوضح ل(عكاظ) العميد سامي الجدعاني مدير ادارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة أن اللجان ستتولى عملية استقبال طلبات المتضررين وحصرها، ومن ثم يتم تحديد موعد للوقوف ومعاينة الأضرار على الطبيعة، مشيرا إلى أنه سيتم استكمال بقية إجراءات الحصر لرفعها لإمارة منطقة مكةالمكرمة، وسيتم صرف التعويضات للمتضررين حسب ما تم حصره. وبين الجدعاني أنه تم اختيار موقع اللجان بعناية فائقة بعيدا عن مناطق الزحام، ومتوافقة لكي تكون ذات مواقف للسيارات وذات أرضية للتسهيل على كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وذلك لسهولة وصولهم لأعضاء اللجان دون عناء، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه تم تحديد ركن لاستقبال النساء، وتم أيضا تأمين أجهزة لتسليم أرقام الانتظار، منعا للازدحام. وأردف أنه تم تحديد الرقم الهاتفي 0125392111 على التحويلة 300 لاستقبال استفسارات المتضررين، بالإضافة إلى رقم الطوارئ الخاص بالدفاع المدني. وأبان العميد الجدعاني أن اللجان حصرت 66 منزلا و402 سيارة و4 مزارع تضررت من السيول، موضحا أن لجنة الإسكان حصرت 33 منزلا و86 سيارة و4 مزارع، بينما حصرت لجنة العمرة 13 منزلا و86 سيارة، وحصرت لجنة النورية 14 منزلا و230 سيارة. وستقوم لجنة حصر الأضرار المشكلة بتوجيه من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة والمكونة من مندوبين من الإمارة، والدفاع المدني والمالية بالوقوف على هذه الأضرار تباعا لتوثيقها وإكمال إجراءاتها. ودعا المواطنين المتضررين إلى شمولية الطلبات وحمل صورة من إثبات الهوية، وصورة فوتغرافية توضح مدى الأضرار، ورقم لوحة السيارة المتضررة مع أوراق إثبات الملكية. من جهة أخرى طالب عدد من المواطنين بتسهيل إجراءات اللجان وسرعة إنجازها، كما طالبوا بالبدء في إصلاح البنى التحتية للمناطق المتضررة. وأشاد المواطن رشيد اللهيبي، المتضرر من السيول بدور اللجان في حصر الأضرار، وبين أنه يسكن في حي الندوة مقابل حي البحريات، حيث تضررت سيارته من جراء السيول وقد طمرها الطين، مشيرا إلى أن سيارته لم تعد مفيدة ويود الحصول على تعويض عن إصلاحها أو تغيير السيارة. وبين المواطن عبدالله مبارك أن الأضرار لحقت بنشاطه التجاري، حيث جرف السيل إحدى السيارات حتى اصطدمت بمحله وحطمت واجهته الأمامية، ما أدى إلى دخول السيل إليه وإتلاف جميع محتوياته، وقال «أنا هنا اليوم للبدء في تسجيل بياناتي لكي يتم حصر الأضرار التي لحقت بالمحل ليتم تعويضي». وشكر مبارك إمارة منطقة مكةالمكرمة للتوجيه بسرعة تشكيل لجان حصر الأضرار لتعويض كل المتضررين. أما فهد وسعود العتيبي فأفقدتهما السيول أغنامهما في أحد أودية مكة، حيث بحثا عنها ولم يجداها، وقالا «عند القدوم للجان طلبوا منا إحضار شهود بأنه كان لدينا حلال، لأن السيول جرفت كل شيء صادفته، واختفت معالم حظيرة أغنامنا كأنها لم تكن موجودة على أرض الواقع». وقال المواطن عبدالله حجازي إن السيول أتلفت سيارته التي لا يملك غيرها، وهو رقيق الحال وراتبه ضعيف ولا يستطيع ان يأتي بسيارة أخرى، وتمنى حجازي أن تعمل اللجان على رصد ضرره وحصره سريعا كي لا تتعطل أموره الشخصية.