لم يشفع بلوغ سكان محافظة القنفذة قرابة نصف المليون نسمة لتوفير العديد من الخدمات التي لا غنى عنها كإصدار جواز السفر السعودي أو الهوية الوطنية للمواطنات، فلم يزل مبنى الأحوال المدنية بالقنفذة محتكرا للرجال دون غيرها، ما يدفع النساء إلى اصطحاب ذويهن وتكبدن وعثاء السفر وقطع مسافات طويلة ناهيك عن مخاطر الطرق وما يتعرض له البعض من حوادث مميتة. ويظل غياب معاملات الهوية الوطنية لنساء القنفذة هاجسا يؤرق أهالي القنفذة وما جاورها من مراكز وقرى فلا يغيب عن الجميع ما تمثله الهوية الوطنية كونها شرطا أساسيا في إنجاز كثير من المعاملات والخدمات سواء الحكومية أو الخاصة، فيما أعربت ل «عكاظ» كل من المواطنة أم هديل وسلمى محمد وأم ليان بقولهن: لايزال هاجس الحصول على الهوية الوطنية للمواطنات بالقنفذة مستمرا فكل الأحلام قد تبددت حيث استبشرنا خيرا قبل ثلاث سنوات عند سماعنا بخبر مفاده عزم إدارة الأحوال المدنية بالقنفذة افتتاح فرع نسائي لإصدار بطاقة الهوية الوطنية للمواطنات إلا أن هذا الحلم تبدد عند تعليق افتتاح الفرع منذ ذلك الحين دون معرفة السبب الأمر الذي جعل أمر السفر ومعاناة التنقل للمدن الأخرى من أجل الحصول على الهوية الوطنية أمرا لا بد منه لنا. وتضيف أم هديل: اضطررت للسفر لمدينة جدة للحصول على الهوية الوطنية التي تتطلب أيضا سفرا آخر نظرا لعدم إصدارها في اليوم نفسه، ما يضطر المواطنة للعودة بعد عشرة أيام لاستلام هويتها، ما يضاعف معاناة الأرامل والمطلقات ومن لا عائل لهن، مناشدة الجهات المعنية بضرورة استحداث فرع نسائي للأحوال المدنية في القنفذة. من جانبها أشارت المواطنة سلمى محمد إلى أنها اضطرت للغياب من عملها والسفر لمدينة الباحة للحصول على الهوية الوطنية ولكون والدها طاعن في السن ومريض، وليس لها محرم سواه زاد الأمر تعقيدا وصعوبة من جانبه، أوضح مدير الأحوال المدنية علي الفقيه في وقت سابق، أن هناك مطالبات سابقة من قبل الأحوال المدنية بالقنفذة للجهات المعنية بافتتاح فرع نسائي، مؤكدا أن ذلك يلقى اهتماما خاصا من قبل وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية، لتخفيف العبء عن المواطنين والمواطنات.