قرأت في أحد المواقع أن الهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة، وهي هيئة تابعة لرابطة العالم الإسلامي، وأمينها العام هي الداعية السيدة حياة شهاب وهي من أسرة مكية معروفة وزوج صديقنا الداعية الدكتور عبدالعزيز سرحان، أن هذه الهيئة طرحت مبادرة تحمل عنوان «حولين كاملين» تضمنت توصية بتمديد إجازة الأمومة كالوالدات المرضعات إلى ستة شهور بدلا من حصرها في شهرين قبل إلزام الوالدة المرضعة باستئناف عملها الرسمي. واتكأت المبادرة على رغبة الهيئة في منح الطفل حقه من الرعاية والإرضاع الطبيعي وألا يزيد الدوام الوظيفي للمرأة المرضعة خلال حولين كاملين من الولادة بعد انتهاء إجازة الأمومة، عن ست ساعات يوميا لكي تتمكن المرضعة من البقاء أطول مدة من ساعات اليوم مع وليدها حتى إكماله الحولين، بل إن الهيئة تقترح أن يتم تخصيص موقع حضانة في مكان العمل وأن يسمح للأم العاملة بزيارة رضيعها لمدة ساعة خلال ساعات الدوام لإرضاعه ثم مواصلة عملها حتى نهاية الدوام الرسمي من كل يوم. وأرى أن المبادرة التي طرحتها الهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة جديرة بالعناية والاهتمام وآمل أن تحظى بدراسة جادة من قبل جهات الاختصاص في كل من وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل ومن مجلس الشورى إن لزم الأمر لتصبح تشريعا وتنظيما ملزما للقطاعين العام والخاص. وحسب ما لدي من معلومات فإن إجازة الأمومة براتب كامل تصل إلى أربعة شهور في بعض دول أوروبا مثل إسبانيا وقد تصل إلى ستة شهور في دول أخرى من العالم الأول، ولا شك أنهم درسوا الأمر بعناية فوجدوا أن مكاسبه أعلى وأغلى من خسارة جهات العمل للساعات التي لا تؤدي فيها المرضعة عملا ولكنها تأخذ عليها أجرا لأنهم يعتقدون اعتقادا جازما -لا مجرد شعارات براقة- أن تفرغ المرضعة شهورا عدة من أجل رضيعها سيعود بالنفع على أوطانهم عندما ينشأ أولئك الأطفال الرضع نشأة سوية وقد نهلوا من حنان والدتهم حتى الارتواء فأصبحوا مؤهلين في شبابهم ورجولتهم لبناء أوطانهم التي ساهمت في بنائهم جسديا ونفسيا وروحيا. أما الذي يغذى على الحليب الجاف وتكون أمه البقرة الهولندية أو الدنماركية فإن إحساسه بالأمومة وحنانها الذي كان ينبغي أن ترضعه من صدرها لن يكون إحساسا كاملا حتى لو أغدقت عليه أبهى اللعب وأجمل الملابس، فإن استطاع هذا المجتمع بصفة خاصة والمجتمع العربي المسلم بصفة عامة تفهم ما هدفت إليه الهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة، ثم تبنى مثل هذه المبادرة النبيلة الجميلة فقد يكون من وراء ذلك خير كبير، أما إن تعاملنا مع المبادرة بحماس آني لتتحول بعد ذلك لمجرد توصية ورغبة تنام كالمعتاد في الأدراج الباردة فإن عبارة.. لا فائدة.. ستظل هي الرائدة!!