يشتكي عدد من المشتغلين في مجال تدريب المعلمين من عزوف غير مسبوق في الإقبال على الدورات والبرامج التدريبية التي تقدمها الوزارة من خلال إدارات التربية والتعليم، لضعف المحتوى التدريبي وتكراره، والعائد المادي الضعيف الذي يحصل عليه المتدرب، وغياب الحافز في التفاعل مع هذه البرامج. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من المتخصصين في مجال التدريب والعاملين في الميدان التربوي والمعلمين. يرى حسين العتيبي أن الدورات التدريبية والتي عادة ما تقام للمعلمين بين كل فترة وأخرى تفتقر لعدة خصائص، منها المحتوى التدريبي، وطريقة العرض، وضعف العائد المادي، فظلت مخصصات المتدرب والمدرب المالية كما هي منذ سنوات، حيث يتقاضى المتدرب في الفترة المسائية 20 ريالا عن كل يوم، أما برامج الفترة الصباحية داخل المدينة فلا يدفع له أي مبالغ، ولعل هذا هو الأمر المحبط وغير المحفز، فأصبحت الردهات التي تقام فيها برامج التدريب شبة فارغة في ظل عزوف واضح من المعلمين والمعلمات، معربا عن أمله في أن تعيد الوزارة النظر في المخصصات المالية، وصياغة البرامج بكيفية تتواءم مع متطلبات العصر والحاجة إلى التدريب. ومن جانبه، يرى سعد النفيعي (معلم) أن هذه البرامج يكتنفها الكثير من المجاملات بين المعلمين، وتوقع المدير في حرج إخراج المعلمين في ظل ضغط الحصص الدراسية، ورغبة المعلمين في الالتحاق بالبرامج التدريبة خاصة في الفترة الصباحية، وفي حالة موافقة المدير تقع المدرسة في حرج لتغطية خروج المعلمين، داعيا الوزارة لدراسة آليات التدريب وتقنينها بشكل يضمن وصول البرامج لأكبر شريحة من المعلمين بحيث لا تتعارض مع اليوم الدراسي. ويقول عبدالرحمن عبدالله (معلم): يجب على الوزارة دراسة تفرغ المعلم في الفترة الصباحية وجعل البرامج التدريبة ذات طابع مهم في الحياة الوظيفية، بحيث ترتبط بالترقيات والحوافز والنقل الخارجي والداخلي، ما يشكل عوامل مهمة في إقبال المعلمين والمعلمات على البرامج بشكل كبير، ومنح المتميزين مكافآت تشجيعية تجعل المعلم يحرص على الحضور والمشاركة بفاعلية أكثر مما هي عليه الآن. إلى ذلك، يوضح الدكتور عبدالله ردة الحارثي مدير مكتب التربية والتعليم بشمال مكةالمكرمة، أن التدريب ممارسة وفاعلية للتطبيق ولا يعتمد على الجانب النظري، مبينا أن المتدرب يحتاج للدعم المادي والتحفيز والمكافأة، ما ينعكس على أدائه في الفصل الدراسي، مؤكدا حاجة التدريب للدعم المادي ليحقق أهدافه، لجهة مكافأة وتحفيز وتشجيع المتدرب الناجح وتحفيزه وطباعة المادة العلمية في كتاب يشمل كافة الحوارات واللقاءات، لافتا إلى أن نصاب ال 24 حصة يشكل عبئا كبيرا على مدير المدرسة في تأمين حصص المعلم والمعلمة، أضافة إلى أن الوزارة تهتم بالحصص والجدول دون الاهتمام بالتغذية الراجعة للمعلم، والتي تؤدي إلى تحسين مستوى أداء المعلم واطلاعه على كل جديد في ميدان المعرفة، مشددا على أن الاهتمام بالتدريب مطلب وهدف لتجديد الفكر وتنمية الذات، حيث أن بعض المعلمين والمعلمات أفنوا زهرة شبابهم بلا تدريب.. بلا هدف أو تطوير للذات.