في الوقت الذي تواجه فيه بعض المدارس الحكومية مشكلة عدم استقرار جدول الحصص خلال اليوم الدراسي، بسبب انعقاد الدورات التدريبية لمعلميها خلال الفترة الصباحية، أكد مدير إدارة الإعلام التربوي، والمتحدث الرسمي بتعليم تبوك علي بن حامد القرني أن إعداد البرامج التدريبية يتم وفق ضوابط واعتبارات عدة تعنى بالمكان والزمان والعدد ونوع البرنامج، مشدداً على أن التدريب التربوي جزء لا يتجزأ من العمل التربوي والتعليمي، عبر برامج تطويرية تعزز مهارات وإمكانيات التربويين والتربويات. وأضاف القرني في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن تلك البرامج يتم تنفيذها في جميع الفترات الزمنية وفق حاجة البرنامج نفسه، فبعض البرامج تكون أول العام الدراسي من باب التطبيق المباشر مع أول يوم دراسي، وبعضها يحتاج لأكبر عدد من الحضور فتعقد في المساء، وبعضها يحتاج للممارسة والتطبيق والتقييم المباشر فتنفذ خلال اليوم الدراسي. وكان عدد من المعلمين بمنطقة تبوك اشتكوا من الضغط الحاصل عليهم نتيجة الفراغ الذي تركه زملاؤهم المتدربون، مطالبين بالمواءمة بين مواعيد الدورات التدريبية وذروة العمل داخل المدارس، إذ أكد المعلم أحمد العنزي أن دورات المعلمين وقت الدوام الرسمي تسبب إرباكا للحصص الدراسية وتعطيلا للمنهج، مضيفاً أن معظم الدورات تستمر لمدة أسبوع كامل، يغيب فيها المعلم عن مدرسته، الأمر الذي أرهقهم بحصص "الانتظار". وتساءل عن سبب عدم إقامة تلك الدورات خلال الفترة المسائية، أو في الأسابيع التي تسبق بداية الدراسة أو قبل الاختبارات، حيث يكون المعلم في سعة من أمره، ولا يكون لديه ارتباط بمنهج دراسي وحصص. فيما أبدى المعلم أحمد الزهراني، تذمره الشديد من هيكلة الدورات التدريبية خلال العام الدراسي، وآلية ترشيح المعلمين لها. وقال: نبدأ عامنا الدراسي قبل الطلاب ونستمر في الدوام بعدهم أسبوعين آخرين دون فائدة تذكر. وأضاف "كل ما نفعله مجرد توقيع على ورقة ثم نغادر المدرسة"، مستغرباً من عدم جدولة الدورات التدريبية في تلك الأسابيع "الميتة" بحسب تعبيره. من جهته، ذكر أحد مديري المدارس بمنطقة تبوك – فضل عدم الكشف عن اسمه - أن مدرسته عانت نقصاً في ثلاثة معلمين خلال أسبوع واحد، نظراً لترشيحهم من قبل إدارة التعليم لحضور دورات تدريبية في تخصصاتهم، مما أوقعه في حرج كبير مع زملائه المعلمين. وأضاف: وقعت بين نارين، إما أن أرفض حضورهم الدورات، أو السماح لهم مع تكليف زملائهم المتواجدين بالمدرسة بحصصهم، مما يعني زيادة الحمل عليهم، خاصة وأن الكثير منهم لديه نصاب كبير من الحصص يتجاوز 18 حصة خلال الأسبوع، مطالباً إدارة التعليم بعقد الدورات التدريبية خلال الفترة المسائية، حتى لا تتعطل الدراسة ويتوقف المنهج.