أكد مختصون أن الأمراض المستوطنة أصبحت تشكل خطرا محدقا يهدد صحة المجتمع خاصة في محافظة جدة، مشيرين إلى أن الأمر يحتاج إلى تحرك سريع في تكوين مجلس استشاري يضم ذوي خبرة من وزارتي الصحة والشؤون البلدية والقروية حتى يمكن القضاء على بؤر الأمراض المستوطنة. وأوضحوا أن الكثير من دول العالم استطاعت وقف إصابات الأمراض المستوطنة وأهمها الضنك وكورونا وذلك من خلال تضافر جهود كافة الجهات المعنية. وطالب المتحدثون باعتماد مبدأ الشفافية التامة في التعاطي مع هذا الملف، ووضع خطة طوارئ لحصر الفايروس والحيلولة دون انتشاره على مستوى مناطق المملكة. مجلس استشاري بداية، يرى استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر بن عطية المزروعي، أن وزارة الصحة ستكون خلال المرحلة المقبلة أمام تحديات كبيرة، فالمرضان المستوطنان «الضنك وكورونا» أصبحا الشغل الشاغل لأهالي جدة؛ لأن الفرد لا يدرك متى من الممكن أن يتعرض لأي إصابة (لا سمح الله)، كما أن مؤشرات إصابات ووفيات كورونا والضنك تدعو إلى ضرورة إعادة النظر في كل أساليب المكافحة، فنجد أن البعوض المسبب للضنك مازال مستوطنا والبؤر موجودة، وبالتالي فإن فشل احتواء المشكلة يجسد ضعف الخطط العلمية الموجودة لمكافحته، وفي جانب كورونا نجد أن الحالات انتشرت وسط الممارسين الصحيين في المستشفيات وهو ما يشير إلى التساهل في تطبيق الاشتراطات الصحية، ومن هذا المنطلق أتمنى من الوزير المكلف الاهتمام بملفي الضنك وكورونا. ودعا د. المزروعي في ختام حديثه بتكوين مجلس استشاري يضم الخبرات لمعالجة أوجه القصور الموجودة في الملفين. الجودة العالمية وفي سياق متصل، دعا استشاري الصحة العامة والأمراض المعدية الدكتور مجدي الطوخي، على ضرورة أن تركز كل قيادات الصحة ومديري الشؤون الصحية على العمل الميداني للوقوف على حال المستشفيات والممارسين الصحيين الذين يتساهلون في تطبيق الاشتراطات الصحية والتدابير الاحترازية، ويكفي أن هذه الفئة كانت أكثر إصابة بفيروس كورونا، وهذا يجسد أن هناك تساهلا وعدم جدية في تطبيق المعايير العالمية في الجودة، فأتمنى من الوزير المكلف أن يضع في أولوياته تطبيق معايير الجودة العالمية في المستشفيات ومراقبة تطبيقها لأن هناك تهاونا واضحا والدليل على ذلك إصابة معظم الممارسين الصحيين بفيروس كورونا. د. الطوخي أكد على ضرورة الاهتمام أيضا بموضوع الضنك الذي أصبح مستوطنا في جدة، فمنذ سنين ونحن نسعى لاجتثاث جذور البعوض المسبب بينما نجد الدول الأخرى سيطرت وقضت على المرض. صحة البيئة واعتبر الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس، أن انتشار البعوض المسبب للضنك خطر كبير يهدد كل فرد في المجتمع، فمنذ سنوات ونحن نشكو من انتشار حمى الضنك والجهود المبذولة لمكافحة العامل المسبب غير كافية للقضاء فالبؤر مازالت موجودة والمرض مازال مستوطنا وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى تكوين مجلس استشاري يضم خبرات للاستفادة من مقترحاتها لمواجهة هذا المرض. د. كماس خلص إلى القول «أتمنى أن يضع الوزير المكلف ملفي الضنك وكورونا في قمة أولوياته لأن أهالي العروس يتمنون أن تكون جدة خالية من الأمراض وصديقة للبيئة، وهذا لن يتحقق إلا بجهود المخلصين وتجنب المحسوبيات والمجاملات». التحرك السريع من جانبه، طالب الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني أستاذ مكافحة العدوى والميكروبات الطبية المساعد ووكيل كلية الطب لشؤون المستشفيات بجامعة الباحة، بتكوين مجلس استشاري يرأسه وزير الصحة المكلف يضع كل المقترحات اللازمة لمواجهة كورونا والضنك، حيث يلاحظ أن هناك ضعفا وخللا في الخطط الموجودة حاليا، فتزايد إصابات كورونا وانتشار حالات الضنك أصابا أهالي العروس بالخوف والقلق المستمر. د.حلواني أكد على ضرورة أن تتسم المرحلة الحالية بالشفافية وإشراك المتخصصين من القطاعات المختلفة داخل المملكة لمعالجة كل أوجه القصور الموجودة في ملفات الضنك وكورونا، ولاسيما أن بلادنا هي بوابة الحرمين الشريفين التي يفد إليها البشر من كل أنحاء العالم. تحديد الأسباب أولا من جهتها، طالبت استشارية التمريض ومؤسسة المجلس العلمي للتمريض الدكتورة صباح أبو زنادة بتحديد أسباب انتشار فيروس كورونا في محافظة جدة بهذه السرعة، واعتماد مبدأ الشفافية في هذا الجانب مع أفراد المجتمع. وأضافت: نود الإيضاح أيضا حول أسباب انتشار فيروس كورونا في مستشفى الملك فهد بجدة مع التأكيد على أهمية وضع خطة طوارئ لحصر تفشي الفيروس على مستوى مناطق المملكة. توسيع دائرة التوعية بدورها، تقترح اسشارية الأسرة ومنسقة برنامج مكافحة التدخين بإدارة الصحة العامة في جدة الدكتورة منال شمس توسيع دائرة التوعية الصحية من أجل مواجهة الشائعات إضافة إلى ضرورة الاستفادة من التجارب والخبرات العالمية في التعامل مع الفيروسات كما تقترح تشكيل لجنة دائمة من المختصين في مجال مكافحة الأمراض المعدية لتبادل الأفكار والمقترحات والاستفادة من دراسات الدول الأخرى في هذا الجانب.