تشير المعطيات الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية أن حظوظ نوري المالكي تتراجع في كسب هذه الانتخابات المفصلية على المستوى السياسي العراقي. باعتبارها المحدد الأساسي لاختيار رئيس الحكومة المقبل. لذا فإن المالكي وبحسب مصادر مقربة من نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي فإن المالكي يعد وبشكل جدي لسيناريو لضرب أحد الأماكن الدينية في النجف من أجل تأجيج الحالة الطائفية وزيادة الاستقطاب المذهبي الأمر الذي يخدم المالكي في هذه الانتخابات. وكشفت المصادر المقربة من الهاشمي أن خطة المالكي لضرب أحد الأماكن الدينية في النجف، تكون أولا عبر الترويج لخبر خطف طائرة مروحية من قبل العشائر في الأنبار، في إشارة إلى ما يسمى ب «دولة العراق والشام الإسلامية» (داعش)، ويتزامن هذا الأمر مع إعلان وسائل الإعلام المقربة من المالكي أن ثمانية طيارين التحقوا بالمجلس العسكري في الأنبار، بعد ذلك تقوم قوات المالكي بقصف أحد الأماكن الدينية بواسطة طائرة مروحية، فيما تتجه أصابع الاتهام إلى عشائر الأنبار، بعد الإعلان عن انضمام الضباط إلى المجلس العسكري. ويهدف المالكي من هذا السيناريو إلى تمركز القوة حوله وسط حالة الفوضى في العراق، ليظهر أنه الرجل القوي والمحافظ على الأمن والاستقرار، إضافة إلى العمل على إعلان حالة الطوارئ وإلغاء الانتخابات وتأجيج الحرب الطائفية، البيئة المناسبة لاستمرار المالكي في الحكومة. ويوازي هذه الاستراتيجية ممارسات أخرى يتبعها المالكي في الأنبار، حيث يتوقع خبراء عراقيون أن تزداد وتيرة التصعيد العسكري في الأنبار عموما، والهدف من ذلك بالطبع زيادة الضغط على السنة وخروجهم من العملية الانتخابية، خصوصا أن الأنبار باتت منطقة استقطاب حادة وأصوات «بيضة القبان» بين ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، والقائمة العراقية بقيادة إياد علاوي.. وبين هذين السيناريوهين، تتنامى الأصوات الشيعية خصوصا من البصرة بضرورة التخلص من حقبة المالكي التي أغرقت العراق بالصراعات والأحقاد الطائفية، وسط دفع بمرشح مقبول شعبيا وهو محافظ ميسان المهندس علي دواي، وفي كل الأحوال تتضاءل فرصة المالكي في العودة إلى كرسي الرئاسة أو السيطرة على البرلمان، بعد كل هذه الفوضى التي غرقت بها العراق، فضلا عن تورط حكومته في الأزمة السورية وإرسال المقاتلين الطائفيين بمعرفة حكومته.