هل تكفي خمسون ألف صورة ومثلها عددا من الوثائق كي يقتنع العالم ويتحرك بوجه بربرية بشار الأسد وعصابته الفاشية القاتلة؟! ... هل تكفي لائحة بمئتين وخمسين ألف ضحية ومثل عددهم من المعتقلين والمفقودين كي يصحو ضمير المجتمع الدولي ليقوم بواجبه تجاه الشعب السوري بوجه نظام امتهن قتل شعبه؟! ... هل يكفي أربعة مليون نازح في مخيمات النزوح في تركيا ولبنان والأردن وغيرهم من الدول، كي يفهم العالم أن مأساة الشعب السوري عنوانها بشار الأسد؟. أسئلة تحاصر العالم وتقلق الضحايا، أسئلة تثير القلق إن لم يكن لها إجابات، فالقاتل يشهر سكينه في دمشق ودماء الشعب السوري تسيل منها دون حسيب أو رقيب، إنه العالم بأسره يضع كفيه على عينيه كي لا يرى ليس جثث النساء والأطفال والشيوخ بل كي لا يرى عجزه وضعفه وسقوط كل شعاراته عن الإنسان وحقوقه وعن الديمقراطية وطقوسها. بربرية بشار وعصابته والتي وثقت عبر التقرير الفرنسي الذي قدم إلى مجلس الأمن الدولي قد لا يلامسها بربرية إلا تواطئ المجتمع الدولي مع هذه الجريمة، وهو تواطئ يكون بالدرجة الأولى بمنع مجلس الأمن من التحرك عبر الفيتو كما تفعل روسيا والصين عادة أو عبر الدعم المباشر بآلة القتل وعناصرها كما تفعل إيران وميليشياتها المذهبية المتعددة الجنسيات والموحدة حقدا وكراهية وتعصبا أو عبر الصمت والسكوت وهنا الجريمة الكبرى. إن المجتمع الدولي بمواجهة بربرية بشار معرض للتحول إلى«شيطان أخرس» مهدد بفقدان مصداقيته، لا بل فقدان جدوى وجوده كمؤسسات دولية صنعت من أجل الإنسان في العالم واستقراره وكرامته. إن السكوت عن بربرية بشار هو بربرية بحد ذاتها، لأن القاتل عندما يدرك أن الحساب لن يطاله، يمعن في جريمته فالضحية الأولى للسفاح يسأل عنها السفاح وحده، فيما سلسلة الضحايا المتتالية يسأل عنها رجل الأمن ورجل العدل لأنها تتحول إضافة إنها جريمة سفاح إلى أنها جريمة تقصير بالقيام بالواجب لجهة المرجعية الأمنية والقانونية. بربرية بشار وحده الشعب السوري سيحاسبها ووحده الشعب السوري سيقول كلمته فيها، فالتاريخ واضح في هذا السياق وهو لا يخلف موعدا ضربه مع قاتل أو سفاح أو ظالم، دائما كان الحساب مشنقة أو رميا بالرصاص أو سحلا بطرقات مدينة لظالم زرع فيها القهر والخوف والموت.