يوم بعد الآخر يثبت النظام السوري اجرامه ووحشيته فيما يبدو العالم مكتوف اليدين لا حيلة له امام الآلة القمعية التي تدك المدن وتسحل الرجال والاطفال والنساء والشيوخ في الشوارع وتحيل كل المدن السورية الى معسكرات للخوف والابادة.. فما الذي ينتظره العالم؟ وما هي فائدة القرارات والتوصيات والاجتماعات والتنديدات اذا كان نزيف الدم وازهاق الارواح هو النهج اليومي لبشار الاسد وعصابته؟. وضمير العالم الحي الآن لا يقبل ولا يمكن ان يسكت على هكذا تصرفات لان المنظمات الدولية تنص بنودها على احترام الانسان أيا كان في أمنه واستقراره ووجوده وأن يحيا حياة حرة كريمة في أي بقعة من هذا العالم ولأجل ذلك تواضعت الدول وأسست المنظمات الدولية وشرعنت حقوقا وواجبات ومحظورات التعامل مع الانسان بشروط تحترم انسانيته وتحفظ دمه وماله وعرضه.. فأين النظام السوري من هذه التشريعات؟ بل اين هو من قيم الدين والعرف والاخلاق؟. ان كل التصرفات التي يقوم بها بشار الاسد وعصابته وانه لا يقيم وزنا لا للشرعية الدولية ولا للاخلاق ولا للدين الاسلامي وكل الشرائع السماوية وهو يسفك الدم ويمارس سياسة الارض المحروقة وضد من ضد الشعب السوري الصامد الذي خرج وثار عليه لجرائمه واضطهاده له ولسعيه الدائم من اجل الاحتفاظ بالسلطة وتدبير الفتن والتفجيرات واعلان الحرب على الشعب الذي رفض نظامه بكل مكوناته. لقد آن الاوان للمجتمع الدولي ان يرتفع الى مستوى المسؤولية الاخلاقية وكما تعامل من قبل مع قضايا مماثلة تحت البند السابع فلماذا لا يطبق ذات البند على النظام السوري؟ والحجيات التي تتعلل بها بعض الدول لتعطيل هذا البند حجج واهية لا تستقيم لا عقلا ولا شرعا ولا قانونا اذن ليعبر المجتمع الدولي فوق ممانعات وفيتو الدول التي تدعي انها تحمي مصالحها الحيوية في سوريا وتوفر المزيد من الوقت لنظام زائل في النهاية مهما امتد زمنه والنصر دائما للشعوب المقهورة والمظلومة. لقد آن لمجلس الامن ان يتعامل مع هذه القضية بدون ان ينتظر رضاء هذه الدولة او تلك وان تسارع الدول الى تسليح الجيش الحر واعانته ومده بكل المقومات اللازمة لمقارعة نظام بشار الظالم واقتلاعه من جذوره حتى يحصل الشعب السوري على حقوقه وينعم بها وتكون دماء الشهداء مهرا للحرية والانعتاق. إن أى حديث عن مصالحة بين الجلاد والضحية... او وضع رقاب المعارضين والثوار السوريين في مقصلة الاسد امر مرفوض وليس من العقل والمنطق المساواة بين المجرم والمعتدى عليه.. لذا نصرة الشعب السوري وتمكينه من مصيره وردع الاسد وعسكره واجب، كما ان اسناد ودعم الثوار والنازحين واللاجئين والمحاصرين في المدن والقرى ماديا وعسكريا من المهام الاساسية لهذه المرحلة.. فهل يتنبه المجتمع الدولي لذلك أم يستمر في خذلانه لقضية الشعب السوري العادلة؟.