في الأمسيات تتحول شوارع بعض الأحياء في جدة إلى ظلام دامس، نتيجة لغياب الإنارة وتقاعس الشركة المكلفة بصيانة الأعمدة بالمهام المنوطة بها، لدرجة أن هناك شوارع مظلمة منذ عدة أشهر رغم مطالب أهالي الأحياء بضرورة إنارة الشوارع. وأجمع عدد من سكان مخطط الشعلة شرقي شارع أم القرى وتحديدا شمال مجرى السيل على أن هناك شوارع «عمياء» بالكامل وأن شكاواهم ذهبت أدراج الرياح على حد وصفهم. وأجمع عدد من سكان مخطط الشعلة شرقي شارع أم القرى وتحديدا شمال مجرى السيل على أن هناك شوارع «عمياء» بالكامل وأن شكاواهم ذهبت أدراج الرياح على حد وصفهم. وقال كل من محمد السعيد وناصر الزهراني إن على أمانة جدة وضعت مراقبين للعمل في الفترة المسائية للتطواف على أحياء جدة لرصد الأعمدة الآيلة للسقوط ومصابيح الشوارع العاطلة عن العمل مؤكدين أن هناك بعض الشوارع «عمياء» منذ أكثر من ستة أشهر. وأنهم جربوا الاتصال على الهاتف المجاني للأمانة ولكن دون جدوى. ومن جانبه أوضح محمد الوافي أنه سبق أن سقط رحل مسن في إحدى حفريات المشاريع نظرا لأن الشارع الذي توجد به الحفريات مظلم داعيا إلى ضرورة متابعة مصابيح الشوارع والأعمدة الآيلة للسقوط في مختلف أنحاء جدة. وفي نفس السياق أوضح عبد الله ينبعاوي أنه من سكان مخطط الشعلة ومنذ أن جاء إلى الحي قبل عدة أشهر فقد لاحظ وجود أعمدة إنارة لا تعمل وسعى مع عدد من سكان الحي لتقديم شكوى لأمانة جدة ولكن بدون فائدة حيث تم إبلاغهم أنه سيتم تكليف الشركة بمتابعة الأعمدة العمياء ولكن ذهبت تلك الوعود في مهب الريح على حد وصفه. ومن جانبه أوضح سالم الصيعري أن أعمدة الإنارة العاطلة عن العمل تشجع اللصوص على العبث بالسيارات، لافتا إلى أن الأجهرة المختصة تقف لأمثال هؤلاء بالمرصاد ولكنهم يستغلون غياب الإنارة وينفذون مخططاتهم الإجرامية. من جهته قال محمد الزهراني: إن أحد الأعمدة في حي الشعلة سقط بدون مقدمات على أحد المنازل المجاورة، وتسبب في أضرار مادية ولو لا لطف الله لكانت الإصابات أكثر من ذلك، فقام المتضرر صاحب المنزل بالاتصال على الجهات الأمنية وحضرت وسجلت محضرها بالواقعة ثم إحالة القضية إلى أمانة المحافظة التي سوف تقوم بإرسال فريق متخصص لبحث الشكوى، مؤكدا أن أعمدة الإنارة بشكل عام في الحي تعاني من مشكلات مختلفة منها ضعف الصيانة وتهالك الأعمدة. من جهته قال عبدالعزيز الجهني، الذي يقطن في حي بشرق جدة: إن الحي يعاني من سوء الإنارة بسبب عدم صيانتها منذ سنوات، مؤكدا أن الكثير من الأعمدة قد هرمت وأصبحت مائلة، وهذا يشكل خطرا كبيرا على السكان والمارة في سياراتهم، مشيرا إلى أنهم خاطبوا الأمانة عدة مرات دون نتيجة، متمنيا أن يكون هناك صيانة أو تغيير لهذه الأعمدة في القريب العاجل قبل حدوث أي أضرار على سكان الحي. ومن جانبه قال سهيل الباحوث من سكان الأجاويد: إن الحي ليس أفضل حالا من مخطط الشعلة، فأعمدة الحي بعيدة كل البعد عن الصيانة، حيث إنها تهالكت وأصبحت الإنارة في الحي سيئة وخصوصا في الليل، حيث يعاني الكثير من السكان من تفاقم الظلام في الحي، خصوصا بجوار الحديقة التي أنجزتها الأمانة لأهل الحي قريبا. وواصل الباحوث حديثه مشيرا إلى أن عدة أحياء في جدة تعاني هذه المشكلة وهي ضعف وتهالك الإنارة بسبب عدم الصيانة، موضحا أنه لم ير في حياته أي عامل صيانة للإنارة خلال الفترة السابقة، وطالب بتعامل جاد من الأمانة تجاه الشركات المعنية والاهتمام بالصيانة، وأن لا تكون حبرا على ورق فقط، ويجب أن يلتمسها المواطن على أرض الواقع. وأخيرا، يؤكد فيصل قيسي، من سكان السامر، أن جزءا من الحي فيه إنارة والجزء الكبير بدون إنارة بعد أن قامت الشركة بوضع الأعمدة وبدأت ثم توقفت في منتصف الطريق، مؤكدا أن إنارة الأعمدة في المحافظة مسؤولية كبرى يجب على المسؤولين الالتفات إليها. «عكاظ» واجهت أمانة محافظة جدة عن سبب ضعف الإنارة وعن قلة الصيانة وتسجيل حوادث لسقوط الأعمدة، وفي ذلك أكد المتحدث الرسمي عبدالعزيز الغامدي أن ما يتعلق بسقوط الأعمدة، فيؤكد أن الخطة المتبعة في هذا الشأن، فإنه يتم إرسال تقرير الحالة، والمتضمن الموقع وتفاصيل الحادثة، ثم يقوم فريق متخصص للوقوف على الحادثة ويحدد السبب وراء سقوط عمود الإنارة وهل ذلك بسبب الصيانة أو.. لا، ثم ينظر في حالة المتضرر الذي وقعت عليه الحادثة وتقوم الأمانة بالالتزام بالتعويض.. وأضاف متحدث الأمانة: أما فيما يخص الإنارة بشكل عام في مدينة جدة، فإن هناك عقود صيانة وقعت للعام المالي 1434 ه، وهناك عقود صيانة للعام الحالي أيضا 1435 ه، وتشمل مختلف أنحاء جدة في الشمال والغرب، وهذه تضاف على العقود السابقة، مؤكدا وجود بعض الإشكاليات في بعض المواقع ونأمل تجاوزها خلال الفترة المقبلة.