بدأت معدات التطوير بدك سوق شارع المنصور بعد أن تم نزع عقارات الحي الذي يعتبر من أشهر وأقدم الاحياء التجارية في مكةالمكرمة وذلك لصالح طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز «الموازي»، حيث ظل سوق شارع منصور صامدا لأكثر من نصف قرن يمارس العمل التجاري. وكشفت جولة «عكاظ» أمس عن هدم أزقة تجارية ضيقة تقع عليها محال تجارية عشوائية، فيما قدر عدد المحلات المزالة بأكثر من 700 محل تجاري. ولعل ما يميز السوق التجاري الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة أنه بني على العشوائيات ولا يعرف التخطيط الهندسي إذ يتميز بالبناء العشوائي في منطقة تبتعد عن الحرم المكي بأقل من 2 كلم. «عكاظ» زارت الموقع أمس وكشفت أن هناك محال فصلت عنها الخدمات فيما ظهر ملمح جديد لم يعرفه السوق من قبل وهو انحسار مساحة الزحام المروري بفعل إغلاق المحلات التجارية تحسبا لوصول معدات القطع الصخري لإزالتها. يشار إلى أن غالبية سكان شارع المنصور من جنسيات أفريقية وهم يشكلون ما نسبته 85% من سكان حى المنصور، وفي القوت نفسه فإن التطوير سعيد تخطيط الحي بكامله وإظهاره بمظهر حضاري خاصة أنه يمثل واجهة العاصمة المقدسة من الناحية الغربية والذي سيمر منه طريق الملك عبدالله الموازي. وكشفت مصادر «عكاظ» أن مشروع طريق الملك عبدالعزيز الموازي الذي يجري العمل على إنجازه الآن سوف يؤدي إلى نزع ملكية أكثر من 3600 عقار، وقامت لجنة تقدير العقارات المشكلة من وزارات وهي الداخلية إمارة مكةالمكرمة، الشؤون البلدية والقروية أمانة العاصمة العدل، المالية، هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وعقاريين من أصحاب الخبرة بتقدير العقارات التي تم نزع ملكيتها لصالح المشروع والذي سيؤدي إلى خلخلة التركيبة السكانية لمنطقة المنصور التي تستوطنها الجالية الأفريقية وتعد من أكبر المناطق العشوائية بالعاصمة المقدسة. وأكدت المصادر أنه جرى تقسيم العقارات المنزوعة لصالح الطريق الموازي إلى ست مناطق وستشهد إزالة نحو 5000 عقار، وتضم كل منطقة من هذه المناطق عددا من العقارات التي انتهت إجراءات نزعها للمنفعة العامة وشمل تحديد مناطق الإزالات، حي الزهارين في المنطقة الأولى والتي انتهت الازالة فيها، والمنطقة الثانية وتحوي 825 عقارا وقد بدأت الازالة فيها واوشكت على الانتهاء، وتقع بين شارع عبدالله عريف ومسجد الملك عبدالله، وتضم المنطقة الثالثة 887 عقارا وتقع بين شارع المنصور ومسجد الملك عبدالله وقد بدأ العمل فيها، والمنطقة الرابعة تضم 711 عقارا تقع بين شارع المنصور وشارع جرهم وقد بدا العمل فيها، وتضم المنطقة الخامسة 343 عقارا في المنطقة الواقعة بين شارع جرهم والطريق الدائري الأول. سمي شارع منصور الشهير بمكةالمكرمة نسبة إلى صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز -رحمه الله- وزير الدفاع الأسبق في عهد والده الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي عوض ملاك البيوت الشعبية والأكواخ قديما بجنيهات ذهبية. من جهته اكد نائب الامين العام لهيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة المهندس خالد فدا ان مشروع الطريق الموازي يهدف الى انشاء مدخل غربي مميز وحضاري يليق بأهمية العاصمة المقدسة وتضمن اقامة طريق سريع منفصل في اتجاهي الحركة وعلى جانبيه مسارات عريضة للمشاة ولخدمة زوار بيت الله مشيرا الى ان الطريق يشمل طرق فرعية متعامدة تمتد داخل النسيج العمراني الشمالي الجنوبي للطريق وتطل عليها مبان حديثة ذات عمارة اسلامية متطورة. وزاد ان توفير بوابة غربية رئيسية لمكةالمكرمة ومحور حركي رئيسي يسهل الحركة المرورية بما يلائم المشروعات التطويرية المتوقعة، كما انه يدعم الاتصال المباشر بطريق جدةمكة السريع الى المسجد الحرام مباشرة، وسيركز على مناطق ذات استخدامات متعددة وجذابة «ترفيهية، وثقافية، وتجارية» تخفف من الضغط على منطقة الحرم. وأضاف فدا ان انشاء الطريق سيساعد في تطوير المناطق العشوائية المحيطة بها مؤكدا انه سيتوسط مسار طريق المسجد الحرام مسجد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي سيكون مركزا ثقافيا متميزا وتحيط به الحدائق العامة ومحطات النقل العام.