مأزق كبير يقع فيه مبتعثون إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية يدفعون به ثمن وقوعهم وسقوطهم بين فك وأنياب مكاتب تجارية وأشخاص يدعون قدرتهم على إنجاز قبولهم وفي اللحظة الأخيرة يكتشفون حجم الخطأ الذي وقعوا فيه؛ فالقبول وهمي أو مزور أو غير مطابق للشروط وينتهي الأمر إما بإلغاء البعثة أو المساءلة القانونية. في المقابل لم تتوان الملحقية الثقافية في سفارة المملكة بالولاياتالمتحدةالامريكية في تحذير الطلاب من مكاتب الاحتيال. نظرا لما وصل إليها من شكاوي كثيرة من الطلاب عن سوء تعاملها واستغلالها المادي، إضافة إلى ثبوت تقديم بعض تلك الجهات قبولات جامعية مزورة بمقابل مادي. المشكلة باتت أكثر وضوحا مع تزايد أعداد المبتعثين في أمريكا فأصبحت تهدد استمرارية عدد ممن تعرضوا بقصد أو بغير قصد لتزوير في القبولات الجامعية.. عودة (قبولات) الملحقية «عكاظ الأسبوعية» فتحت ملف القضية وناقشته مع مبتعثين اعتبروا عدم إلمام بعض الطلاب بطريقة وآلية التقديم على الجامعات الأمريكية هي أحد الأسباب. مشيرين إلى ضرورة إسهام الملحقية الثقافية في مساعدة المبتعثين في القبول لسهولة تواصلها مع الجامعات الأمريكية ولضمان عدم تزوير القبولات وأثنوا في ذات الوقت بالمجهودات التطوعية التي يقوم بها بعض المبتعثين لمساعدة زملائهم بالحصول على قبولات موثوقة. ماجد الحازمي في مرحلة البكالوريوس (تخصص تقنية المعلومات) يعزو سبب القبولات المضروبة إلى قلة الوعي ونقص الخبرة لدى البعض في كيفية التواصل مع الجامعات، كما أن بعضهم يرجئ التقديم إلى وقت لاحق بسبب كثرة المطلوبات وصعوبتها. والمطلوب من الطالب محاولة البحث عن قبول بنفسه أو من خلال زملاء يدرسون في جامعات أمريكية وألا يكتفي بجامعة واحدة حتى تكون لدية فرصة الحصول على أكبر عدد من القبول. وزاد الحازمي أن الملحقية كانت تتولى مهمة قبول الطلاب وتوقف ذلك مؤخرا والأفضل أن تتولى الملحقية هذه المهمة بإعادة فتح القسم الخاص للقبولات لضمان سلامة ابتعاث الطلاب وعدم وقوعهم تحت الغش والخداع لا سيما أن الملحقية تتمتع بعلاقات طيبة مع معظم الجامعات الأمريكية. الخلط بين المعهد والجامعة فهد الرفاعي حاصل على الماجستير في الهندسة الصناعية يرى أن القبول هاجس كل طالب مبتعث حيث يعتبر المحك الرئيسي في استمراريته في البعثة وللأسف بعض المكاتب التجارية تستغل الطلاب، والمأمول أن يعتمد الطالب على نفسه أو التأكد من صحة قبوله والتأكد من ذلك قبل سفره حتى يتفادى المشاكل. وأشار الرفاعي إلى أنه شخصيا واجه صعوبة في ذلك عند ابتعاثه قبل ثلاثة أعوام، حيث فوجئ عند قدومه أنه لا يوجد غير قبول لغة من معهد الجامعة وحدث ذلك بسبب خطأ فادح من مكتب القبول. واعتبر الدكتور محمد الأصقة، المبتعث في مرحلة الزمالة في تجميل الأسنان في جامعة تفتس، بوسطن.. اعتبر أن جهل الطلاب الجدد هو السبب في انتشار التعامل مع بعض المكاتب والأشخاص، ويعتقدون أن المبالغ المدفوعة هي أجرة التعقيب والمتابعة، فتنشر المكاتب إعلاناتها لعلمها التام حاجة الطلاب إلى مرحلة اللغة وهي شرط للقبول وبسبب ضيق الوقت يلجأ الطلاب إلى تلك المكاتب. مشيرا إلى أن القبولات الموثوقة لا تكون إلا من خلال مكتب التسجيل في الجامعة أو الكلية بعد تحقق الشروط المطلوبة. ولا ننسى دور الطلاب السعوديين في الجامعه الذين يبذلون الجهد الكبير لمساعدة الطلاب الجدد كما تلعب النوادي الطلابية السعودية في الجامعات الأمريكية التي يفوق عددها ال 200 ناد دورا رائعا بتوجيه النصيحة والإرشاد للطلاب الجدد، وأشار الأصقة إلى أن الملحقية عقدت مؤخرا عددا من الاتفاقيات مع الجامعات الأمريكية العريقة التي تتيح للطالب المنافسة الاتحاق بها، كما تقوم بتوفير عدد من القبولات من حين لآخر يتم الإعلان عنها من خلال البريد الإلكتروني للطلاب المبتعثين في مرحله اللغة. سعوديون في أمريكا الطالب في مرحلة البكالوريوس محمد الخضير (تخصص الهندسة الكيميائية) يصف القبولات الأكاديمية بأنها من أكبر العوائق للطلبة، ويجب أن تتبنى الملحقية المشاريع الطلابية في القبول وتشجيعها بدلاً من منعها وأن تسهم في طرق الحل خاصة وأن القائمين على تلك المشاريع عملوا مع الملحقية في نشاطات عدة مثل «سعوديون في أمريكا» ومؤسسها الأخ شاكر علي كان من الناشطين في لجنة الدعم والمساندة في الملحقية لفترة من الفترات ورئيس ناد سابق وقد أطلق مشروعا أكاديميا للقبولات يعد من أنجح المشاريع التطوعية في هذا المجال. أماعبدالله خليفة الطالب في مرحلة البكالوريوس في تخصص إدارة أعمال، فيرى أن الملحقية جهه رسمية تتولى تنفيذ القرارات بالرجوع إلى وزارة التعليم العالي والآن تم تشكيل لجان أسبوعية في الملحقية تقوم باتخاذ قرارات من شأنها أن تصب في مصلحة الطالب وتوفير بيئة سليمه تتفق مع الضوابط التي سنتها وزارة التعليم العالي. وأشار خليفة إلى أن معظم المبتعثين يتوجهون إلى البحث عن قبول جامعات مشروطة أو غيرها وأنا أحد هؤلاء نظراً لعدم معرفتي التامة بكيفية الحصول على قبول وهل يجب عليّ أخذ قبول معهد أو جامعة، ويضيف خليفة، إن الطالب يلجأ أحيانا في مرحلة اللغة إلى بعض المكاتب للحصول على قبول أكاديمي لتفادي إيقاف البعثة ومن المكاتب من تصدق ومنها من تغريه الأموال. التوفل شرط تعجيزي ولتفادي المشاكل يقترح خليفة أن يتولى الطالب التقديم بنفسه أو عن طريق أحد زملائه وبالإمكان الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي إذا واجه أي مشكلة، فجميع الطلاب المبتعثين لديهم على الأقل حساب في تويتر أو فيس بوك، والطريقة الأخرى هي النوادي السعودية في نفس الجامعة. وأضاف: حسب معرفتي فالملحقية لديها قسم خاص يساعد الطالب ولكن المعضلة التي كانت تواجه أغلب المبتعثين أن الملحقية لا تبدأ إجراءات البحث للجامعات إلا بشروط معينة منها ألا تقل درجة التوفل عن 550 أو 6 لدرجة الآيلتس، فاعتبر الطلاب الشرط تعجيزيا فاتجهوا إلى المكاتب. حسان نتو طالب ماجستير في الهندسة الصناعية في رأيه فإن أهم الأسباب التي يلجأ لها الطالب لتزوير القبول هو الخوف من انتهاء فتره اللغة دون الحصول على قبول أكاديمي ما يعني انخفاض فرصة استمرار مشواره التعليمي في بلد الابتعاث. علما بأن التقديم على الجامعات الأمريكية لا يتطلب الكثير من الإجراءات كل المطلوب موجود على موقع الجامعة الإلكتروني ويعتبر نتو أن تجربة التقديم على الجامعات الأمريكية من أهم التجارب التي يواجهها المبتعثون حيث تعرفهم على التعامل مع الجامعات والمتطلبات الأساسية للقبول وطريقة كتابة خطاب الغرض من الدراسة. ممنوع إخفاء المعلومات إياد مكي المرشح للدكتوراه في علوم الحاسب قدم حلا لتفادي مثل هذه المشاكل منها توفير الملحقية قبولا للطالب عن طريق إدارة أكاديمية مختصة ويرى أن هناك أسبابا متعددة للمشكلة مثل عدم التعود على الاعتماد على النفس والإحساس بأن اللغة عائق دون المحاولة والبعض يبحث عن أسرع وأسهل الطرق وهناك من لا يريد التعلم والتمكن من اختبارات القبول فيبحث عن كل السبل للقبول وهذا أمر صعب ومستحيل. وأضاف: أهم الأسباب في رأيي هو صعوبة القبول، و أقول الصعوبة ليس سببها إمكانيات الطالب فقد يكون معدله مرتفعا لكنه يتقدم للقبول بطريقة غير مناسبة فيدفع الثمن.. كلما ارتفعت الدرجة كلما كان القبول أصعب لمحدودية المقاعد وفي الدكتوراه أصعب لأن الجامعات تقدم منحا.. مشيرا إلى أن الحلول تكمن في معرفة الطالب ما يريد! وأن يتخذ قراره بنفسه من ناحية التخصص ونوع المدينة....الخ. ثم يبدأ بالبحث عن الجامعات المناسبة والتي يوجد بها تخصصه ثم يطلع عن الجامعة ومتطلبات القبول، ولا يتردد في التقديم لو لم تنطبق عليه الشروط، فمعظم الجامعات تتعامل مع الطالب كحزمة من المعطيات مثل المعدل، درجة اختبار اللغة، السيرة الذاتية والخبرة العملية، درجة اختبار القبول للدراسات العليا وأخيرا والأهم خطاب الغرض من الدراسة فهو المحك، يجب كتابته بشكل خاص لكل جامعة وإقناع الجامعة بما ستستفيده وتفيدها لو تم قبولك مثل إيراد التخصص كما هو مدرج لديهم أو بحث موضوع معين مع دكتور معين، أما تجاهل هبوط المعدل فقد تعتبره الجامعة أن الطالب يحاول إخفاءه. واعتبر مكي أن من أهم أهداف الابتعاث تنمية الاعتماد على النفس، فإن لم يكن الطالب قادرا على التقديم بنفسه فكيف سيقوم بمتطلبات الدراسة والبحوث العلمية؟ مكاتب القبول يهمها المال ومهما كان لن يكون الوقت والاهتمام مثل ما يقوم به الطالب بنفسه. وبين مكي أن الملحقية لديها عشرات الألوف من الطلاب ومن الصعب عليها التقديم على الجامعات عوضا عنهم لأنه ببساطة، حتى إن أرادت، سيكون عدد الطلبات كبيرا وسيتم التعامل معها بالترتيب. المستجدون وعوائق اللغة محمد الرصاصي، المحاضر في جامعة تكساس اعتبر أن عدم إلمام بعض الطلاب المستجدين باللغة الإنجليزية يعد أحد أهم الأسباب التي تجبرهم على التعامل مع تلك المكاتب والأشخاص واتخاذ قرارات سلبية قد تؤثر على حياة المبتعث في المستقبل ويندرج أيضا تحت هذا البند صعوبة بعض الكلمات في قبول التقديم الأكاديمي. علما أنه توجد معاهد في اللغة الإنجليزية على النفقة الخاصة ويدرس فيها طلاب ولهم أكثر من سته أشهر ولم يلتحقوا بعد بالبعثة لعدم القدرة لإحضار القبول المشروط. واقترح الرصاصي إنشاء لجنة متخصصة من الملحقية الثقافية أو وزارة التعليم العالي لمساعدة المبتعثين لإحضار القبول ومتابعتهم وهذا يعتبر أفضل الحلول للحصول على قبولات معتمدة من الملحقة الثقافية وفي هذه النقطة يكون المبتعث اعتمد على نفسه من غير اللجوء إلى الأساليب السلبية. أما مؤسس «سعوديون في أمريكا»، شاكر علي طالب الماجستير، فقال إن هناك استغلالا كبيرا في القبولات وتحدث عمليات تزوير سواء كان من مكتب قبولات أو على المستوى الشخصي. ومن وجهة نظره يجب أن تعمل الملحقية الثقافية على سد هذا الباب عن طريق إنشاء قسم نشط للقبول. وأكد أن موقع «أكاديميا» المتخصص في مساعدة المبتعثين في الحصول على قبولات أكاديمية يعمل تطوعا وكان على الملحقية دعم هذا المشروع الطلابي بدلاً من إهماله. وبين علي أن بعض الطلاب يتعاملون مع مكاتب القبولات، بسبب جهلهم بطريقة التقديم. وفي بعض الأحيان يبحث الطالب عن السرعة إن كان يدرس على حسابه الخاص والحل الأمثل هو أن يقوم الطالب بالبحث في النت عن أفضل طريقة للحصول على القبول. الملحقية غير مسؤولة الملحق الثقافي في أمريكا الدكتور محمد عبدالله العيسى أعلن من خلال بيان للمبتعثين في أمريكا أن الملحقية الثقافية غير مسؤولة عن التدخل في حل أي شكوى ترد بهذا الخصوص، ويتحمل الطالب المسؤولية كاملة في التعامل مع تلك الجهات سواء الربحية أو المجموعات الطلابية التطوعية، ومن هذا المنطلق تؤكد الملحقية أهمية اعتماد الطلاب على أنفسهم في التقديم للجامعات المختلفة، حيث إن هذا جزء هام من المهارات التي يكتسبها الطالب خلال مرحلة الابتعاث. وحذر العيسى المبتعثين من تقديم وثائق مزورة سواء للملحقية أو للجامعات والمعاهد والتي تكون في الغالب معدة من بعض المكاتب التجارية أو من المبتعث نفسه، وحث على تطبيق الأنظمة واللوئح. وهناك عقوبات تطال المخالفين منها إنهاء البعثة في حال ثبوت التزوير، كما يجب توخي الحيطة والحذر في التعامل في مثل هذه الأمور. وأضاف العيسى أن الملحقية الثقافية تلفت عناية جميع المبتعثين بأنه في حالة ثبوت قيام أي مبتعث أو مبتعثة بتقديم أي وثيقة غير صحيحة (مزورة) مهما كانت فإنه سيتم تطبيق أنظمة ولوائح الابتعاث حيالهم فوراً والتي قد تصل إلى إنهاء البعثة وإغلاق الملف.