بعد فوات الأوان، وبعد أن جفت الدماء في مسرح الجريمة وعاد إليه عقله، اكتشف (أبو كلام) الشهير بسفاح البرماوية، أن ما فعله بأسرته وقتلهم واحدا تلو الآخر ما كان ينبغي أن يحدث. القاتل ما زال يقبع في سجن جدة في انتظار الحكم العادل من القضاء وسط تساؤلات من أهل الحي عن ظروف ودوافع جريمته النكراء وما زال الكثيرون بين مصدق ومكذب لما حدث. يقول الجاني أبوكلام في اعترافاته: إنه ارتكب فعلته وذهب إلى الحرم المكي الشريف، وهناك شعر بالندم والأسى وتأنيب الضمير، فسارع إلى الأجهزة الأمنية معترفا بما حدث، ثم زود الأجهزة الأمنية في جدة برقم هاتف كفيله للتأكد من صحة أقواله، وفي الحال تم تمرير البلاغ إلى شرطة جدة فأوفدت فريقا من مركز شرطة المنتزهات للتثبت من أقوال أبو كلام وكانت المفاجأة هي تطابق أقواله مع منظر الشقة، واتضح أن الزوجة والبنات قد تم قتلهن بلا رحمة. قتلتهم ولم أنحرهم في الاعترافات المثيرة، قال أبو كلام: إنه أقدم على توجيه طعنات قاتلة إلى كل أفراد أسرته ولم يقدم على نحرهم كما أشارت التقارير الصحفية، بل سدد إليهم طعنات عديدة قاتلة أفضت إلى قتلهم، وتبين من الفحوصات الأولية أن الجاني أثخن ضحاياه بالطعنات التي أدت لقتلهم ومن ثم غادر منزله متجها إلى الحرم المكي الشريف. ضحايا سفاح البرماوية ضمت الزوجة (30 عاما)، والابنة الكبرى (5 سنوات)، والثانية (4 سنوات) والثالثة (3 سنوات) والأخيرة رضيعة (11 شهرا). وأشارت التقارير، إلى أن الجاني استخدم سكين مطبخ لتنفيذ جريمته وبادر بقتل زوجته قبل أن يعود إلى أطفاله، وأظهر الكشف الطبي وجود جروح دفاعية في أيديهم وهو ما يشير إلى أنهن كن مستيقظات أثناء الاعتداء عليهن، وشاهدن والدهن يقوم بتسديد الطعنات إلى أجسادهن الغضة وحاولن منعه والدفاع عن أنفسهن ومنع السكين من اختراق أجسادهن، وهو ما خلف تلك الجروح الدفاعية في أيديهن. كما أشار التقرير الطبي، إلى أن الزوج لم يقم بنحر اسرته بل سدد طعنات عديدة طالت أجزاء كبيرة من أجسادهن وأصابت الضحايا في الصدر والبطن والظهر، ووصلت بعض الطعنات إلى الفخذ، فيما أظهرت المعاينة أن بعض ضحاياه خرجت أمعاؤهن من بطونهن بسبب قوة الطعنات الموجه إليهن. عامل في الصواريخ في المقابل، يعيش سكان حي البورما في الكيلو 14 حالة من الصدمة والدهشة وعدم التصديق لما حدث من جارهم أبوكلام الذي أزهق أرواح أسرته كاملة، تحت تأثير مرضه النفسي كما يزعم. ومن المتوقع أن تكشف التحقيقات حقيقة الدوافع والأسباب، خاصة أن الجريمة المنفذة تتسم بالوحشية والعنف البالغ ولا تصدر عن شخص يملك ذرة رحمة في قلبه أو حب لأفراد أسرته. الجيران في حي البورما، قالوا: إن الحالة المادية للقاتل جيدة حيث يسكن في شقة جيدة ويعمل في أحد المحال بسوق الصواريخ ولا يعاني من أي ضائقة وعندما علم الكفيل بما حدث سارع إلى منزله للتأكد من الحادثة. وبالسؤال عنه لدى جيرانه والشقة المقابلة، أكد الجار اختر حسين أنه شاهد أبو كلام ينزل عصرا ولا يعلم عنه أي شيء، فيما لم يسمع أي أصوات لأسرته منذ تلك اللحظة. محادثة من الحرم كفيل الجاني ذكر أن مكفوله أبو الكلام مطيع الرحمن، صاحب ال 41 عاما، كان يؤدي صلواته بانتظام وعرف بأمانته وحافظ لكتاب الله، ولم يتوقع أن يتحول الشخص المسالم إلى وحش وقاتل لأقرب الناس إليه زوجته وبناته الأربع. وبحسب إفادات الكفيل، أنه تلقى اتصالا هاتفيا عند منتصف الليل وكان على الطرف الآخر ضابط في شرطة الحرم المكي الشريف، أشار في المحادثة إلى أن مكفوله أبو الكلام حضر بنفسه للقسم ويعترف أنه قتل زوجته وأطفاله الأربعة في منزله في حي البورما جنوبجدة، وتساءل الضابط في محادثته عن صحة عقل مكفوله وإن كان يعاني من اضطراب في قواه العقلية، فأكد له الكفيل بأنه سليم ولا يعاني من أي مرض نفسي أو عقلي. القاتل محبوب من زملائه يواصل الكفيل: توجهت فورا إلى منزل أبو كلام، لأتأكد من كلامه وطرقت بابه برفقة أحد أقاربه لكن دون جدوى، لذا سألت أحد جيرانه الذي يواجه سكنه شقة الجاني، إن كان قد سمع أصوات أطفاله وأسرته، فأكد انه لم يسمع أي صوت استغاثة وخلافه، وسألنا أقاربه ولم نعرف عن الأمر شيئا، وهنا ساورتنا الشكوك والهواجس واتصلنا بالأجهزة الأمنية التي باشرت الموقع في الحال، وبادرت قوة من الدفاع المدني الحالة وحطمت الباب ودخلت إلى الشقة الموجودة في الطابق الثاني، وكانت الصدمة والمفاجأة، أن الزوجة والبنات الأربع غارقات في بركة من الدماء متأثرات بطعنات قاتلة. وأفاد الكفيل، أن القاتل يعمل معه منذ ثمانية أعوام، ومؤخرا صحح وضعه النظامي ونقل كفالته إليه، مشيرا إلى أنه حافظ لكتاب الله وحريص على حضور الندوات والمحاضرات الدينية الخاصة بتوعية الجاليات، ولم يلاحظ عليه أي اضطراب في السلوك، و هو محبوب لدى كل من عرفه.